11 07 2016

خبراء لـ "السياسة": مواقع التواصل بوابة نشر الإرهاب والفكر المتطرف

غالبية الطلبة يمضون 10 ساعات يومياً على الشبكة العنكبوتية والنصف يعترفون أنها تزيد العنف

أشكناني لـ "السياسة": لا للتذرع بحرية التعبير والنشر الإلكتروني لأن امن الوطن لا يخضع للمزايدات

في موازاة تصاعد التحذيرات من خطورة إساءة استخدام وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الالكترونية واستغلال بعض التنظيمات الارهابية تلك الوسائل لتجنيد الاطفال والشباب وغرس الافكار المتطرفة في عقولهم ونفوسهم، كشفت دراسة تربوية حديثة أن نحو 75 في المئة من الطلبة الكويتيين مدمنون على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، بينما حذر خبراء من خطورة الألعاب والوسائل الالكترونية باعتبارها "بوابة خطيرة لنشر الإرهاب والتطرف والعنف المجتمعي".

وذكرت الدراسة التي أعدها الخبير الدولي في هيئة الامم المتحدة في مجال المخدرات والمؤثرات العقلية د.عايد الحميدان وشملت نحو 22 الفا و434 طالبا في المرحلة الثانوية بالمناطق التعليمية الست أن "99.5 في المئة من الطلاب يملكون اجهزة هاتف تقنية حديثة، بينما 112 طالبا فقط ممن شملتهم العينة لا يملكون مثل تلك الأجهزة".

أضافت الدراسة التي حصلت "السياسة" على نسخة منها أن "51.5 في المئة من هؤلاء بواقع 11 الفا و560 طالبا أكدوا أن استخدام وسائل التواصل يزيد من معدلات العنف، بينما قال 19.5 في المئة أنها تقلل من العنف".

وأظهرت ان "9.86 في المئة من الطلبة يستخدمون مواقع افلام الخيال و5.73 في المئة يستخدمون المواقع الجنسية، و7 في المئة يستخدمون المدونات العامة والجزئية مثل "غوغل"، اضافة الى 2 في المئة يستخدمون اليوتيوب"، علما ان الدراسة شملت مواقع ووسائل: "تويتر، فيس بوك، انستاغرام، فايبر، واتس اب، سناب شات، كيك مسنجر، بلاك بيري مسنجر، وكييك".

ولفتت الدراسة الى ان "معظم الطلاب يستخدمون المواقع يوميا من 7 الى 8 ساعات بنسبة 30 في المئة من اعضاء العينة اي ما يعادل 6 آلاف و691 طالبا"، مبينة أن "نحو 4.23 في المئة من الطلبة يمضون نحو 13 ساعة يوميا في استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لدخول المواقع الالكترونية المتنوعة، و14.2 في المئة يقضون من 11 الى 12 ساعة، فيما يقضي 28 في المئة من 9 الى 10 ساعات و13.46 % من 4 إلى 6 ساعات و13 في المئة من ساعة الى 3 ساعات".

في موازاة ذلك، حذر خبراء وقانونيون من خطورة وسائل وألعاب الكترونية انتشرت في الآونة الأخيرة على الأجهزة الذكية وأجهزة الكمبيوتر، تحمل أفكارا "تكفيرية وداعشية" تستهدف الأطفال والشباب وتحرضهم على القتل والعنف بما في ذلك قتل الوالدين والاقارب".
 
وذكرت المحامية عذراء الرفاعي في تصريح الى "السياسة" ان "الشباب الكويتي مستهدف من قبل منظمات غير شرعية تسعى لهدم المجتمع الكويتي وتحاول زرع الأفكار السلبية المنافية للأخلاق والدين في نفوسهم وعقولهم"، فيما لفت أستاذ العلوم الإدارية د.تركي الشمري في تصريح الى "السياسة" إن "الألعاب فيها من الأشياء السلبية ما يفوق الوصف من أفكار هدامة وفيما يتعلق بالقيم والأخلاق والدين ومنها الإرهابية والمتطرفة"، مبينا أن "أغلبها تقوم على التحدي والتنمر وتتوجه خصوصا الى الأطفال والمراهقين والشباب".

من جهتها، رأت الامين العام للمشروع الوطني التوعوي لتعزيز قيم المواطنة "ولاء" د.خديجة أشكناني في تصريح الى "السياسة" ان ما كشفت عنه وزارة الداخلية مؤخرا "ليس الا رأس جبل الجليد خصوصا ان التقارير الامنية لمختلف دول المنطقة تؤكد على تنامي خطر التكفيريين في محيطنا"، مشددة على "عدم التذرع بشعارات حرية التعبير والنشر الالكتروني وحقوق الانسان وغيرها للدفاع عن المتطرفين لان امن الوطن والمجتمع يجب الا يخضع للمزايدات".
 
بدوره، اعتبر الخبير في دراسات العلوم الاجتماعية د.عبدالله الظفيري في تصريح الى "السياسة" ان "الفكر الارهابي المتطرف دخيل على المجتمع الكويتي ويستغل احتياجات الشباب للتغلغل في اوساط هذه الفئة"، مطالبا "بضرورة التوسع في توعية ابناء الوطن وشغل اوقات فراغ الشباب والمراهقين بأنشطة مفيدة وترفيهية هادفة وتأمين الوظائف المناسبة لهم عقب التخرج حتى نحميهم من الجنوح نحو الفكر الارهابي".

© Al-Seyassah 2016