19 07 2016

أكثر مضاعفات السكري المزمنة شيوعاً

أكد الدكتور عثمان محمد - استشاري أول طب العيون بمؤسسة حمد الطبية أن إجراء فحوصات دورية منتظمة للعين والتحكم في مستويات السكر بالدم، يمكنها الوقاية من الإصابة باعتلال شبكية السكري وهي عبارة عن تلف في شبكية العين ينجم عن مضاعفات الإصابة بداء السكري، ويمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالعمى.

وقال د. عثمان: يمثل داء السكري مشكلة صحيّة رئيسية للسكان في قطر؛ حيث إن 17 في المئة من إجمالي السكان مصابون بالسكري. وبالتالي فإن اعتلال شبكية السكري يعد هو أكثر مضاعفات السكري المزمنة شيوعاً؛ حيث يؤثر على نحو 40 في المئة من مرضى السكري في قطر".

وأوضح الدكتور عثمان أن اعتلال شبكية السكري ينجم عادةً عن عدم تحكم مريض السكري بمستوى السكر في الدم لديه على المدى الطويل، وأكد أنه كلما امتد زمن إصابة المريض بالسكري، كلما ارتفعت فرص إصابته باعتلال شبكية السكري.

وتشير الإحصاءات إلى ارتفاع كبير في معدّلات الإصابة باعتلال شبكية السكري على مستوى العالم خلال الأعوام القليلة الماضية، وقد دعا المشاركون في مؤتمر الجمعية الأوروبية لاختصاصيي الشبكية الذي عقد في مدينة هامبورج الألمانية أواخر عام 2013م إلى تصنيف اعتلال شبكية العين كأحد الأوبئة. وتنجم الإصابة باعتلال شبكية السكري عن مضاعفات داء السكري، وقد يؤدي في نهاية الأمر إلى الإصابة بالعمى.

وأضاف: توصي الجمعية الأوروبية لاختصاصيي الشبكية المرضى بإجراء فحوصات العيون في مرحلة مبكرة بمجرد تشخيص إصابتهم بالسكري، وذلك لاكتشاف ما إذا كانت شبكية العين قد تعرّضت لأي ضرر، ووفقاً لنتائج هذه الفحوصات تتم جدولة مواعيد فحوصات العيون الدورية، بالإضافة إلى تقديم العلاج المناسب للمريض إذا دعت الحاجة لذلك".

ويقدّم كُل من المركز الوطني لعلاج السكري بمستشفى حمد العام والمركز الوطني لعلاج السكري بمستشفى الوكرة رعاية متقدّمة لمرضى السكري في قطر من خلال توفير خدمات متخصّصة وفق منهجية علاج شاملة ومتعدّدة التخصّصات، وتوفر خدمة "الرعاية الشاملة في مركز واحد"، جميع الخدمات والتخصصات لمرضى السكري بدايةً من الكشف الأولي، ووصولاً إلى العلاج وخدمات طب العيون.

واستطرد قائلاً: "يمكنني أن أؤكد من خلال خبرتي الممتدة على مدار عشرين عاماً في علاج مرضى اعتلال شبكية السكري على أن الوقاية من هذا المرض من خلال التحكم في مستوى السكر في الدم هو الخيار الأفضل لمرضى السكري. وعلى الرغم من توفر العلاج لهذا المرض، إلا أنه في بعض الحالات يكون حجم الضرّر الواقع على الشبكية غير قابل للإصلاح، كما أنه لا يمكن في الغالب استعادة قوة الإبصار السابقة للمريض بنسبة مئة في المئة".

ووفقاً للدكتورعثمان محمد، فإنه من بين العلاجات المتعدّدة التي تقدّمها مؤسسة حمد الطبية للمرضى المصابين بأضرار في الشبكية أو خلل في وظيفتها والتي تشمل العلاج بالليزر والحُقن والجراحة، فإن العلاج بالليزر يظل هو الخيار العلاجي الأكثر شيوعاً للوقاية من فقدان الإبصار الحاد لمرضى اعتلال شبكية السكري.

وأضاف: يقوم الطبيب باختيار أفضل وسيلة للعلاج بناءً على حالة المريض. ويعد العلاج بالليزر وسيلة علاجية فعّالة، إلا أنه لا يعيد قدرة الإبصار للمريض لما كانت عليه قبل الإصابة بالسكري؛ حيث إنه يهدف فقط إلى المحافظة على قدرة الإبصار الحالية ومنع حدوث مزيد من التدهور أو فقدان حاد للبصر".

وفي حين أن خيارات العلاج المتاحة حالياً يمكن أن تساعد في تحسين الرؤية لدى المريض، فإنه لا يمكن لها إعادة الإبصار إلى نفس المستوى الذي كان عليه قبل إصابة المريض بالسكري. ويؤكد الدكتور عثمان محمد على أهمية الوقاية والكشف المبكر كأفضل خيار للمرضى.

واختتم: يتوجب على الأفراد المصابين بالسكري التعرّف على عوامل الخطورة المؤدية للإصابة باعتلال شبكية السكري، وبذل قصارى جهدهم لتجنب هذه العوامل، والتي تتضمّن السِمنة وعدم التحكم في مستويات السكر بالدم، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول بالدم".

© Al Raya 2016