* تم التحديث بتفاصيل

عُلّق إجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية من غزة عبر معبر رفح بعد وقف نقل الجرحى الفلسطينيين للعلاج في مصر، وسط تصاعد الغارات الإسرائيلية لليوم الـ 29 على التوالي. وتواصل الدول العربية المطالبة بوقف إطلاق النار، فيما استدعت تركيا سفيرها في تل أبيب اعتراضا على مواصلة الهجمات.

وقال مصدران أمنيان مصريان، لزاوية عربي، إنه تم وقف دخول الأجانب مزدوجي الجنسية من الثانية ظهر السبت حتى إشعار آخر، وذلك بعد السماح بدخول 38 شخص من غزة في الصباح.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر مسؤول في هيئة المعابر، أن حكومة حركة حماس علقت إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل تسهيل نقل الجرحى الفلسطينيين إلى مستشفيات مصرية.

وبدأت مصر الأربعاء في استقبال الجرحى وأصحاب الجنسيات الأجنبية القادمين من قطاع غزة عبر معبر رفح في إطار اتفاق لم يتضمن هدنة إنسانية أو تبادل للأسرى.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) الجمعة، إن إسرائيل استهدفت قافلة سيارات إسعاف كانت تقل جرحى فلسطينيين في طريقهم لمعبر رفح البري للعلاج في مصر، فيما قال مصدران لزاوية عربي حينها إنه تم تعليق دخول المصابين بعد تلك التقارير، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف سيارة إسعاف كانت تستخدمها عناصر تابعة لحركة حماس.

"لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح،" بحسب ما نقلته الوكالة الفرنسية عن المصدر.

وأعلنت البحرين إجلاء 6 مواطنين عالقين في قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي إلى مصر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الجمعة.

ووفق ما نقلته فرانس 24 يوم السبت، بلغ عدد القتلى الفرنسيين في إسرائيل 39 فرنسي و 9 مفقودين، فيما تم إجلاء 34 فرنسي وعائلاتهم عبر معبر رفح الحدودي.

إسرائيل ومصر

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، في مؤتمر صحفي مساء السبت، إن إسرائيل لا تستهدف أراضي مصر، وأن تل أبيب تنسق مع مصر لمنع وصول الإرهاب إليها، وذلك على خلفية أحاديث عن محاولات لتهريب عناصر من حماس إلى مصر عبر معبر رفح.

وفي إطار الصراع سقطت الأسبوع الماضي، طائرتان موجهتان بدون طيار في مدينتي طابا ونويبع بسيناء، وكانتا متجهتان من جنوب البحر الأحمر - الذي يبدأ من اليمن - إلى الشمال، وجاء الحادثان بعد أيام من إصابة أحد أبراج المراقبة الحدودية المصرية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية إضافة لإصابات طفيفة لبعض عناصر المراقبة الحدودية، وقالت إسرائيل إن الحادث "عن طريق الخطأ" وأكد الجيش المصري الرواية الإسرائيلية.

"نحن لن نهاجم الأراضي المصرية، مصر دولة ذات سيادة ونحترم هذه السيادة.. وهم سيقومون بكل ما يمنع وصول الإرهاب إلى أراضيهم،" وفق ما قاله الوزير وترجمته قناة العربية السعودية.

وأكد الوزير، على عدم السماح بدخول الوقود لغزة واستمرار الحرب التي ستكون نهايتها نهاية حماس.

وفيما يتعلق بتصعيد التوترات مع الجبهة اللبنانية، قال الوزير إن إسرائيل ليس لديها نية لمواجهة حزب الله اللبناني، لكن إذا قام حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بأي خطأ فسيكون لذلك عواقب كبيرة على حزب الله وعلى لبنان.

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إن عدد الجنود والضباط القتلى ارتفع إلى 345 منذ 7 أكتوبر الماضي، حسبما نقلت وسائل إعلام.

استدعاء سفير تركيا بإسرائيل

نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية، السبت، أن تركيا استدعت سفيرها في تل أبيب شاكر أوزكار طورونلار، إلى أنقرة للتشاور، بسبب "عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمطالب وقف إطلاق النار ومواصلته الهجمات على المدنيين في غزة".

وحسبما نقلت وسائل إعلام، اعتبرت الخارجية الإسرائيلية استدعاء السفير التركي خطوة أخرى تعبر عن وقوف أنقرة "إلى جانب حماس الإرهابية".

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قال في تصريحات نهاية الشهر الماضي، إنه ألغى زيارة إلى تل أبيب، وإن حركة حماس ليست إرهابية، وهو الأمر الذي انتقدته إسرائيل بشدة، قبل أن تستدعي الخارجية الإسرائيلية ممثليها الدبلوماسيين في تركيا من أجل "إجراء إعادة تقييم" للعلاقات الثنائية.

واقترح إردوغان، تطبيق آلية الضامنين على غزة أسوة بقبرص. وقال في تصريحات نقلتها الوكالة السبت "إذا كانت اليونان دولة ضامنة في قبرص، وبريطانيا كذلك، وتركيا أيضا دولة ضامنة بطبيعة الحال، فلما لا تكون هناك آلية مماثلة في غزة.. علينا كتركيا أن نتولى دورا رياديا بهذا الشأن".

مباحثات عربية أمريكية
وخلال زيارته الثانية لمنطقة الشرق الأوسط منذ بداية الصراع في 7 أكتوبر، التي بدأت بتل أبيب الجمعة ثم الأردن السبت، اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية ومصر وقطر وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بالعاصمة عمّان.

ووفقا لبيان من وزارة الخارجية السعودية، بحث الاجتماع الموقف العربي الداعي لوقف العمليات العسكرية "التي راح ضحيتها الأبرياء"، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع.

كما بحث "العمل على تهيئة الظروف لعودة الاستقرار واستعادة مسار السلام بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وتحقيق السلام العادل والدائم،" وفق البيان.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في مؤتمر صحفي عقب اللقاء، إن هناك نقاط التقاء بين الموقف العربي والموقف الأمريكي، شملت ضرورة إيصال الدعم الإنساني والكافي والمستدام إلى غزة، وحماية المدنيين، ورفض تهجير الفلسطينيين من وطنهم.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، إنه تم الاتفاق على إنشاء قنوات لإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. فيما طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري بضرورة توقف الحرب على غزة بشكل فوري دون قيد أو شرط.

الإمارات

دعا المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، في تصريحات نقلتها رويترز ووسائل إعلام يوم السبت، إلى تبني نهج جديد للقضية الفلسطينية يتضمن اللاجئين والحدود والقدس الشرقية.

وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تدفع نحو إنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في أسرع وقت وإيجاد عمليات جديدة لوقف الصراع وإلا سينظر لها على أنها "غير فعالة".

والإمارات حليف للولايات المتحدة الأمريكية، كما تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل منذ وقعا اتفاق لتطبيع العلاقات في 2020 عرف بـ "اتفاق أبراهام" تضمن عدة دول عربية أخرى بينها البحرين.

وكانت الإمارات حذرت من وجود خطر في حال اتساع الصراع في المنطقة، وأضافت أنها تعمل "بلا هوادة" للتوصل إلى هدنة إنسانية، بحسب تصريحات لوزيرة الدولة للشؤون الخارجية نورة الكعبي خلال مؤتمر صحفي في أبو ظبي، نقلتها رويترز.

لبنان

وصباح السبت، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، مع بلينكن في العاصمة الأردنية عمّان، وأكد على"أولوية العمل للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر هناك، وكذلك العمل على وقف العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان"، حسبما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.

 وطالب ميقاتي، وفقا للوكالة، بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف "التعديات والانتهاكات" اليومية على "أرضه وسيادته برا وبحرا وجوا".

وقال بلينكن إنه "يبذل جهده لوقف العمليات العسكرية لغايات إنسانية على أن يترافق ذلك مع بدء البحث في معالجة ملف الأسرى".

ثم توجه ميقاتي للقاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وفق الوكالة الرسمية.

وقال ميقاتي في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية بعد اللقاء، "ندعم موقف الرئيس المصري برفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وسعيه لإيجاد حل يبدأ بوقف إطلاق  النار وحماية المدنيين والعمل تاليا على إيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية يحفظ حقوق الفلسطينيين في أرضهم ودولتهم المستقلة".

وتتصاعد التوترات في الجنوب اللبناني مع تبادل القصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.

ويأتي هذا اللقاء بعد كلمة للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله - المدعوم من إيران المعادية لإسرائيل - حذر فيها من إمكانية التصعيد ضد إسرائيل لكنه لم يعلن بشكل صريح شن حرب على إسرائيل أو تفاصيل عن تصعيدات قادمة وهو ما كان يخشاه الكثيرون.

وقال حزب الله في بيان نقلته الوكالة اللبنانية، السبت، إنه هاجم عدة مواقع للجيش الإسرائيلي ما أنتج "إصابات مباشرة إضافة إلى تدمير ‏التجهيزات الفنية والتقنية".

كما أعلن في بيان منفصل مقتل أحد عناصره. وارتفع عدد قتلى حزب الله إلى أكثر من 50 عنصر.

فيما أوردت الوكالة الرسمية في وقت سابق أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارتين إضافة لعدة قذائف على أطراف مناطق جنوب لبنان.

وعصر السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي عن غارة بطائرات حربية على أهداف تابعة لحزب الله، قال إنها رد على إطلاق القذائف من داخل لبنان نحو الأراضي الاسرائيلية في وقت سابق اليوم.

وأضاف وفقا لما نشره أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر منصة إكس، "قصفت الدبابات والمدفعية مصادر إطلاق النار. من بين الأهداف المستهدفة بنى تحتية ارهابية ومستودعات أسلحة ومجمعات".

تطورات في غزة

تجدد القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا، باستهداف مربع سكني بمنطقة الهوجة بالمخيم مساء السبت ما أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى. وقالت قناة الجزيرة القطرية - التي بثت مشاهد مباشرة لآثار الاستهداف- إنها المرة الثالثة التي يتم فيها استهداف المخيم.

وتتواصل الغارات الإسرائيلية بالقرب من مستشفيات ومدارس تأوي آلاف النازحين، وسط تنديدات ومطالبات بوقف استهداف تلك المنشآت، فيما تواصل الفصائل الفلسطينية عملياتها ضد إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن حماس أطلقت "قذائف هاون وأخرى مضادة للدروع نحو قواتنا التي حرصت على فتح الطريق من شمال قطاع غزة نحو جنوبه"، وقال المتحدث باسم الجيش إنه سيُسمح بالمرور على طريق صلاح الدين بين الساعة العاشرة صباحا والثانية ظهر الأحد، مجددا الدعوة للفلسطينيين بالتوجه إلى جنوب القطاع.

وكان المتحدث باسم كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - أبو عبيدة، قال إنه تم تدمير 24 آلية عسكرية إسرائيلية خلال الفترة الماضية، وفقا لما نقلته وسائل إعلام.

كما أعلنت كتائب القسام، أن القصف الإسرائيلي تسبب بفقدان أكثر من 60 من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، وأن 23 جثة لا تزال مفقودة تحت الأنقاض ولا يمكن الوصول إليها بسبب القصف.

ووصل عدد القتلى منذ انطلاق الصراع في 7 أكتوبر الماضي إلى 9572 فلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، وأصيب أكثر من 26 ألف جريح، وفق آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

وأدانت منظمة الصحة العالمية، الهجمات على المرافق الصحية في غزة، في إشارة إلى الهجمات بالقرب من مستشفى الشفاء ومستشفى القدس والمستشفى الإندونيسي.

وفي بيان أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أنه في حوالي الساعة 2:35 ظهر السبت، استهدف الجيش الإسرائيلي، مبنى بالقرب من مدخل قسم الطوارئ في مستشفى القدس، مما أدى إلى إصابة 21 شخص من العوائل النازحة في المستشفى، وإلحاق أضرار كبيرة بالمكان.

"ويعتبر هذا الاستهداف التهديد الأقرب للمستشفى، نظرا لتهديدات الاحتلال المتكررة، ويشكل تحديا أكبر لفرق العمل،" وفق البيان.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن 12 فلسطيني على الأقل قتلوا وأصيب 54 آخرين بجروح، في حصيلة أولية لقصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي الآلاف من النازحين في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وصباح السبت، قالت (وفا) إن طائرات حربية استهدفت بوابة مستشفى النصر في شارع النصر شمال مدينة غزة، ومنزل وسط خان يونس جنوب قطاع غزة، ما أدى لسقوط قتلى ومصابين.

"كما قصفت طائرات الاحتلال مولد الكهرباء الرئيسي في مستشفى الوفاء بمدينة غزة، ما تتسبب بحريق كبير في المكان، وخروج المولد عن الخدمة، بجانب استهداف المولدات الكهربائية والطاقة الشمسية في حي الرمال وسط غزة،" حسب وفا.

كما تم استهداف خزان للمياه يغذي عدة أحياء شرق رفح جنوب قطاع غزة.

وفي وقت سابق قال أدرعي، إن القوات اشتبكت مع مخربين شمال قطاع غزة ودمرت الدبابات الإسرائيلية 3 مواقع استطلاع لحماس، كما تم تصفية خلية مخربين خرجت من فتحة نفق في عملية توغل مركزة في جنوب قطاع غزة.

(إعداد: شيماء حفظي وأحمد حسن، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا