PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
خلفية سريعة
سجلت الأسواق المالية العالمية خلال الأسبوع الممتد من 21 يوليو إلى 26 يوليو تباين واضح في الأداء طغى عليه اللون الأحمر نسبياً، بعدما شهد صدور مؤشرات اقتصادية أمريكية مهمة.
وجاء هذا مع بيانات الإسكان المخيبة للآمال، تبعها بيانات نمو في الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي الذي سجل ما نسبته 2.8% على أساس سنوي للربع الثاني من العام، متجاوزاً بشكل كبير النمو المتوقع بنسبة 2.0% والذي جاء مدفوعاً بارتفاع الإنفاق الاستهلاكي، والاستثمار في المخزون الخاص، والاستثمار الثابت غير السكني.
في موازاة ذلك، صدر في نهاية نفس الأسبوع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى الفيدرالي الأمريكي، والذي جاء أيضاً مخالف للتوقعات.
وقد سجل المؤشر، الذي أصدرته وزارة التجارة، زيادة شهرية متواضعة بنسبة 0.1% وزيادة بنسبة 2.5% على أساس سنوي. مما عزز مجدداً احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر بعد تثبيتها يوم 31 يوليو للمرة الثامنة على التوالي.
النفط والذهب
تراجعت أسعار النفط خلال نفس الأسبوع وسط مخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، ولاسيما من جانب الصين، في وقت سجلت أسعار الذهب تباين طوال نفس الأسبوع، لكنها أغلقت في النهاية على انخفاض طفيف نتيجة عمليات جني الأرباح.
هذا واستمرت أسعار النفط في التراجع بين يومي 29 و30 يوليو قبل أن تشهد العقود الآجلة لخام برنت ارتفاع بنسبة 3.7% يوم 31 يوليو إلى حدود 81 دولار للبرميل مع تفاقم حدة التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
قطاع التكنولوجيا
في المقابل، ضربت النتائج المخيبة للآمال لشركات التكنولوجيا الأسهم الآسيوية بعدما قادت الأسواق اليابانية الخسائر مع تراجع أسبوعي في مؤشر "نيكي" الياباني بنسبة 6% في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو.
ماذا حدث؟
تراجعت أسهم التكنولوجيا بشكل كبير خلال الأسبوع الممتد من 22 يوليو إلى 26 يوليو، مع خسائر في أسهم مجموعة سوفت بنك التي تستثمر في قطاع التكنولوجيا، بالإضافة إلى أسهم الشركات المعنية بصناعة الرقائق، غير أن مؤشر نيكي عاد وشهد ارتفاعات متتالية يومي 29 و30 يوليو بنسبة 2.1% و0.1% على التوالي.
في موازاة ذلك، تراجعت أسهم كوريا الجنوبية مع تراجع أسبوعي في مؤشر أسعار الأسهم المركب "كوسبي" بنسبة 2% خلال نفس الأسبوع، بسبب عمليات البيع في قطاع التكنولوجيا والمخاوف بشأن التعافي الاقتصادي بعد أن أظهرت البيانات انكماش اقتصاد كوريا الجنوبية بنسبة 0.2% في الربع الثاني من العام.
عليه، انكمش مؤشر MSCI آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.5% خلال نفس الأسبوع، قبل أن يشهد تباين في الأداء بين يومي 29 و30 يوليو (+1.0% و-0.5% على التوالي)، مع توقعات باستمراره على نفس الوتيرة حتى 2 أغسطس.
المنطقة العربية
جاء أداء أسواق الأسهم العربية متماشياً مع الأسواق العالمية، إذ عاد النشاط الواهن والخافت نسبياً ليسيطر من جديد على نشاط البورصات العربية.
وجاء ذلك بعد أسبوعين طغى فيهما اللون الأخضر، إذ سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، تراجع بنسبة 0.5% خلال الأسبوع الممتد من 21 يوليو إلى 26 يوليو، في حين سجل مؤشر فوتسي واتحاد أسواق المال العربية للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية * تراجع أسبوعي بنسبة 1.5% خلال الأسبوع نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التباين في الأداء قد استمر بين يومي 28 يوليو و30 يوليو، إذ سجل ستاندرد آند بورز العربي المركب ارتفاعات طفيفة بنسبة 1% و0.1% يومي 28 و29 يوليو، قبل أن يسجل تراجع طفيف بنسبة 0.3% يوم 30 يوليو، لاسيما في ظل تفاقم وتيرة الاضطرابات الجيوسياسية من جديد في المنطقة والتي من المتوقع أن ترخي بظلالها على أداء الأسواق العربية حتى 2 أغسطس في ظل حالة من الترقب الحذر تسود في أوساط المستثمرين والمتداولين بشكل عام.
31 يوليو وتأثيرة على البورصات
لم تشهد الأسواق العربية أي تغييرات تذكر يوم 31 يوليو، إذ سجلت مؤشرات أسعار البورصات العربية مراوحة نسبية ونشاط خافت، في حين أن اللون الأخضر طغى بشكل كبير على مؤشرات الأسواق العالمية، وتحديداً الأمريكية والأوروبية والآسيوية، إذ سجل مؤشر ناسداك ارتفاع بنسبة 3.0%، كما ارتفع مؤشرا شانغهاي ونيكي بنسبة 2.1% و1.5% على التوالي.
*في أكتوبر 2020، أطلق اتحاد أسواق المال العربية بالتعاون مع مجموعة بورصة لندن مؤشر للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية. ويتكون المؤشر من 40 سهم متداول في الأسواق العربية لشركات تلبي معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات وتستثمر في تخفيض استهلاك الطاقة وبالتالي المساهمة في خفض البصمة الكربونية في المنطقة.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا