خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية 

لا شك في أن الطرح العام الثانوي لأسهم أرامكو قد أنعش أسواق الأسهم العربية وحرك المياه الراكدة فيها، لتسجل أسعارها بعض الارتفاعات الطفيفة، على رأسها سوق تداول السعودية، بورصة قطر، سوق أبوظبي للأوراق المالية، وسوق دبي المالي، وذلك بعد أربع أسابيع متتالية طغى فيها اللون الأحمر بشكل عام على أسعار الأسهم العربية.

عليه، فقد سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع بنسبة 0.8% على أساس أسبوعي، وذلك للمرة الأولى منذ أربع أسابيع.

كما استمر هذا التحسن في أسعار الأسهم العربية مع مطلع هذا الأسبوع، أي يومي الأحد 9 يونيو والاثنين 10 يونيو، بارتفاعات بنسبة 1.6% و0.2% على التوالي.

التأثيرات العالمية

في الواقع، إن هذا الأداء الإيجابي يُعزى أيضاً إلى تعزز الرهانات مجدداً حول خفض قريب في معدلات الفائدة الأمريكية، لاسيما في ضوء خفض سعر الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، ومع صدور بيانات اقتصادية هامة خلال الأسبوع المنتهي في 7 يونيو.

جاء هذا الاتجاه من انخفاض نشاط التصنيع الأمريكي وتراجع الإنفاق على البناء إلى بيانات سوق العمل الأمريكي التي أشارت إلى حوالي 8.06 ملايين وظيفة شاغرة في أبريل وهي الأدنى منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفقاً  لوزارة العمل.

 في حين أظهرت أرقام الرواتب الخاصة التي أصدرتها شركة ADP ارتفاع قدره 152,000 وظيفة في مايو، بانخفاض عن رقم شهر أبريل البالغ 188,000.وأدت هذه البيانات إلى انتعاش أسواق الأسهم الأمريكية والآسيوية. 

محركات الأسواق العربية

دعم ارتفاع أسهم قطاعات الطاقة والعقارات ارتفاعات بورصة قطر التي أنهت الأسبوع المنتهي في 6 يونيو على ارتفاع نسبته 2.3%، هو الأعلى بين الأسواق العربية.

وقد وقعت قطر للطاقة اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى شركة النفط الحكومية التايوانية لمدة 27 عام، كما أبرمت قطر للطاقة الحكومية اتفاقية توريد الـ"نافثا" لمدة 10 سنوات مع شركة Idemitsu Kosan اليابانية.

من جهته، عاد المؤشر الرئيسي لسوق تداول السعودية إلى الارتفاع وإن بشكل طفيف خلال نفس الأسبوع (بنسبة 0.5%)، واستمر حتى مطلع هذا الأسبوع، مع ارتفاع في المؤشر العام يوم الأحد 9 يونيو ومراوحة نسبية يوم الإثنين 10 يونيو، وذلك بعد أن لامس أدنى مستوى له في أكثر من خمسة أشهر يوم الخميس 30 مايو.

وقد قاد هذا التحسن تحقيق مكاسب في جميع القطاعات تقريباً، على رأسها قطاعات تقنية المعلومات والمرافق والرعاية الصحية.

في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الطرح الثانوي لما يمثل 0.64% أو 1.545 مليار سهم من أسهم أرامكو، والتي جمعت فيه نحو 11.2 مليار دولار والذي جذب اهتمام كبير من المستثمرين الأجانب، كان الحدث الأبرز.

سعر الطرح الثانوي لأرامكو

في المقابل، يجدر الذكر أن سعر 27.25 ريال سعودي، والأقل من نطاق السعر الأعلى 29 ريال سعودي، كان متوقع وذلك نتيجة بعض الضغوط البيعية التي شهدها سهم أرامكو بعد الإعلان عن الطرح الثانوي، ناهيك عن أنه نادراً ما يصل سعر بيع الأسهم إلى نطاق السعر الأعلى في الطروحات الثانوية، خلافاً للطروحات الأولية.

 أضف إلى ذلك أن الضغوط التنازلية والتذبذبات التي شهدتها أسعار النفط خلال الأسابيع المنصرمة قد خلقت بعض القلق رغم الإقبال الكبير واللافت على أسهم أرامكو.

وبالتالي ما ينبغي الإشارة إليه هنا أن هذا الطرح لا يعتمد فقط على عملية التسعير، إذ أن عدد من المؤشرات العالمية قد أعلنوا أنهم سيقومون برفع وزن سهم أرامكو ضمن المؤشرات العالمية خلال الفترة المقبلة، ما سيخلق المزيد من الزخم من قبل الصناديق الاستثمارية التي لم تكتتب في هذا الطرح.

ومن المتوقع أن يعزز هذا الزخم على مستوى التدفقات النقدية، وبالتالي من المتوقع أن يشهد سهم أرامكو المزيد من الارتفاعات خلال الفترة المقبلة.

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا