خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية

شهدت الأسواق المالية العالمية منذ الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر تقلبات ملحوظة. نلخصها في هذا التقرير مع توقعات لما هو قادم.

ماذا حدث في آخر أسبوع في سبتمبر عالميا؟

استهلت عوائد سندات الخزانة الأمريكية الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر بارتفاع بعد خفض معدل الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، ليتبع ذلك أداء أكثر تباين حيث قام المستثمرون بتقييم بعض البيانات الاقتصادية مع تراجع ثقة المستهلك الأمريكي إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاث سنوات.

في الوقت نفسه، استهل مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوع بزخم لكنه عاد وانخفض في نهايته، متأثراً بوهن معنويات المستهلك وتراجع الضغوط التضخمية مع تسجيل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أغسطس ارتفاع بنسبة 2.2% على أساس سنوي.

بالتوازي، حققت الأسهم العالمية، الأمريكية والأوروبية والآسيوية، مكاسب بنسب متفاوتة.

وسجل مؤشر داو جونز وS&P 500 مستويات قياسية جديدة خلال الأسبوع نفسه.

إضافةً إلى ذلك، أظهرت أسعار النفط تقلبات مهمة، لتغلق على انخفاض، بينما ارتفعت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية بالتوازي مع تفاقم وتيرة التوترات الجيوسياسية المستمرة.

ولكن لم يستمر هذا الزخم على صعيد أسواق الأسهم العالمية خلال الأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر، إذ عاد اللون الأحمر ليطغى من جديد وإن بشكل متفاوت نسبياً على معظم مؤشرات الأسهم العالمية، واستمر هذا الأداء الواهن في 7 أكتوبر.

وفي المقابل، شهدت أسعار النفط المزيد من الارتفاعات خلال الأسبوع نفسه وذلك إلى حدود 78 دولار للبرميل، بفعل مخاوف جدية من أن يتحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب واسعة النطاق قد تعطل إمدادات النفط من منطقة إنتاج رئيسية، لاسيما بعد الضربات الصاروخية من قبل إيران عشية الأول من أكتوبر.

وبالتالي من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في الارتفاع خلال الأيام المقبلة مع اقترابه من عتبة الـ80 دولار للبرميل في السابع من أكتوبر.

 أما أسعار الذهب، فعلى الرغم من بعض التراجعات التي سجلتها يوم الاثنين 1 أكتوبر في ظل بعض عمليات جني الأرباح، إلا أنها عاودت ارتفاعها خلال الأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر، لتقترب من 2,700 دولار للأونصة، في ظل تعزز الطلب على الملاذ الآمن مع تفاقم الأوضاع الجيوسياسية الراهنة.

 وقد يستمر هذا الزخم خلال الأيام المقبلة ومن المتوقع أن تبقى أسعار الذهب في حدود مستوياتها الحالية بين 2,650 دولار و2,680 دولار للأونصة.

مناعة عربية لم تستمر طويلا

إقليمياً، ورغم تفاقم الأحداث العسكرية والأمنية في المنطقة وتحديداً على الجبهة اللبنانية، شهدت أسواق الأسهم العربية مناعة ملموسة خلال الأسبوع المنتهي في 27 سبتمبر.

طغى اللون الأخضر على نشاط البورصات العربية، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم العربية، ارتفاع جيد بنسبة 1.7%، بعد أن سجلت 11 بورصة عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات في مؤشرات أسعارها.

وقد تعزز هذا الأداء بشكل خاص في ضوء ارتفاع المؤشر الرئيسي لسوق تداول السعودية وسوق دبي المالي بنسب 2.4% و1.9% على التوالي على أساس أسبوعي.

غير أن اللون الأحمر عاد ليطغى من جديد على أداء أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع المنتهي في 4 أكتوبر، بعد أن سجلت 12 بورصة عربية من أصل 15 بورصة تراجعات في مؤشرات أسعارها.

إذ سادت أجواء من الترقب والحذر في أوساط المتداولين، وذلك في ضوء المخاوف من اتساع رقعة الصراع القائم في المنطقة بعد الأحداث العسكرية عشية الأول من أكتوبر والتي أرخت بظلالها على أداء الأسهم العربية، في حين من المتوقع أن تستمر خلال الأيام المقبلة إذا ما تطورت الأمور على مستوى المنطقة.

وتجلى هذا فعلياً بأداء أسواق الأسهم العربية في مطلع الأسبوع المنتهي في 11 أكتوبر، حيث بقي اللون الأحمر هو الطاغي بشكل عام، مع تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب بنسبة 1.4% في 6 أكتوبر ومراوحة نسبية في 7 أكتوبر.

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا