PHOTO
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
خلفية سريعة عن الأداء العالمي
عوائد سندات الخزانة الأمريكية
خلال الأسبوع المنتهي في 3 يناير، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بعض التقلبات، مما عكس مشاعر متباينة نسبياً في الأسواق بشكل عام، حيث قيّم المستثمرون البيانات الاقتصادية الأمريكية وإجراءات الاحتياطي الفيدرالي على المدى المتوسط، لتغلق العوائد لأجل 10 سنوات عند حدود 4.6%.
ولكنها شهدت مسار تصاعدي خلال الأسبوع المنتهي في 10 ديسمبر، لتسجل قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث سجلت عوائد السندات لأجل 10 سنوات أعلى مستوى لها منذ أبريل الماضي، متجاوزةً عتبة الـ4.7%، وسط مخاوف من تجدد التضخم في حال فرضت إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة تعريفات جمركية واسعة النطاق، وهو مسار قد يستمر ولو في المدى القريب على الأقل.
الدولار
استهل الدولار الأمريكي الأسبوع بزخم إيجابي، مدفوعاً بتوقعات بقاء أسعار الفائدة عند مستويات مرتفعة، مما أدى إلى تعزز الدولار أكثر أمام العملات الرئيسية، ليرتفع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الخميس 2 يناير إلى أعلى مستوى له في عامين وتحديداً منذ نوفمبر 2022، متجاوزاً عتبة الـ109.
وقد استمر هذا الزخم في الأسبوع المنتهي في 10 يناير، وإن شهد بعض التراجع في 6 يناير مع ترقب المتعاملين للرسوم الجمركية التي تعهد بفرضها ترامب وسط توقعات بأنها ستكون أقل حدة مما وعد به واقتصارها فقط على قطاعات محددة وفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، قبل أن يعاود المؤشر ارتفاعه في 8 يناير بعد أن نفى ترامب التقرير.
الأسهم
في المقابل، طغى اللون الأحمر على أسهم وول ستريت وسط تداولات خافتة بأحجام ضئيلة مع نهاية العام، لتغلق خلال الأسبوع المنتهي في 3 يناير على انخفاضات أسبوعية جماعية بنسب تراوحت بين 0.5% و1.0%.
وقد استمر هذا الأداء الواهن مع بعض التقلبات خلال الأسبوع المنتهي في 10 يناير لاسيما بعد صدور تقارير قوية عن سوق العمل الأمريكية ونشاط الأعمال، وهي تعد بمثابة مؤشرات جيدة لتقليص المخاوف بشأن حدوث ركود محتمل، إلا أن من شأنها أن تكبح اندفاعة البنك الاحتياطي الفيدرالي لناحية خفض أسعار الفائدة.
وهذا المسار تماشت معه أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية بشكل عام في الأسبوع المنتهي في 3 يناير واستمر في الأسبوع المنتهي في 10 يناير.
النفط
في موازاة ذلك، ارتفع سعر برميل خام برنت بنسبة 5% خلال الأسبوع المنتهي في 3 يناير، مدفوعاً بتوقعات إيجابية للاقتصاد الصيني بعد التدابير التحفيزية الاقتصادية الإضافية التي أشارت إليها الصين، والتي من شأنها أن تعزز الطلب على النفط.
وجاء هذا الارتفاع بدعم من الطقس البارد في كل من أوروبا والولايات المتحدة، حيث زاد الطقس البارد في أمريكا من الطلب على وقود التدفئة، كما زاد من خطر تجمد الإنتاج في مناطق الإنتاج، بينما تستعد شمال أوروبا أيضا للثلوج والجليد.
هذا فيما انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 1.2 مليون برميل لتصل إلى 415.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 27 ديسمبر، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة.
وهذا المسار قد استمر خلال الأسبوع المنتهي في 10 يناير ليقترب برميل برنت من عتبة 78 دولار للبرميل في 8 يناير، ومن المتوقع أن يستمر هذا الارتفاع في المدى القريب.
أسواق الأسهم العربية
إقليمياً، طغى اللون الأخضر على أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع المنتهي في 3 يناير، تأتى فعلياً عن الأيام الأخيرة من 2024، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع أسبوعي بنسبة 1.4%، بعد أن سجلت 10 بورصات عربية من أصل 14 بورصة ارتفاعات أسبوعية تراوحت بين 0.1% و5.9% في مؤشرات أسعارها.
القيمة السوقية
سجلت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية ارتفاع طفيف بنسبة 0.7% إلى 4,381 مليار دولار، بدعم من القيمة السوقية لسوق تداول السعودية التي ارتفعت بنسبة 0.7%، أو حوالي 20 مليار دولار ما يمثل 65% من الزيادة الأسبوعية في القيمة السوقية الإجمالية في المنطقة.
قيمة وحجم التداول
سجلت قيمة التداول في المنطقة العربية ارتفاع أسبوعي بنسبة 12.1% إلى 16.9 مليار دولار، في حين سجلت أحجام التداول تراجع أسبوعي بنسبة 47.2% إلى 10.4 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 3 يناير.
ملخص عن الأداء في المنطقة ووضع بورصة سوريا
غير أن الأسواق العربية عادت ودخلت في خانة الوهن في الأسبوع المنتهي في 10 يناير، والذي يعدّ فعلياً الأسبوع الأول لأسواق الأسهم للعام 2025، إذ شهدت مؤشرات الأسعار الرئيسية في المنطقة مراوحة مع بعض التراجعات الطفيفة بشكل عام، وهو مسار طبيعي بالنسبة لأول أسبوع من كل عام جديد عادةً ما يتسم بنشاط تداول خجول في أعقاب عطلة نهاية العام.
هذا فيما استمرت سوق دمشق للأوراق المالية بتعليق أنشطة التداول منذ الخامس من ديسمبر وحتى اشعار آخر بعد أن كانت مصادر قد توقعت عودة العمل بالبورصة الشهر الماضي.
(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا