PHOTO
صورة رسم بياني تعبر عن تحركات الأسهم في البورصة - Getty Images
خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية
خلفية سريعة
خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، شهدت الأسواق المالية العالمية أداء متباين نسبياً حيث تفاعل المستثمرون مع سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المعلنة خلال حفل التنصيب في 20 يناير، ناهيك عن ترقب اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي قرر في 29 يناير تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير بين مستوى 4.25 و4.50%. التثبيت الذي توافق مع التوقعات وجاء ضد رغبة ترامب كان الأول بعد 3 مرات من الخفض خلال 2024.
في الوقت نفسه، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل مستمر خلال نفس الأسبوع المنتهي في 24 يناير، متأثراً بالغموض حول إمكانية فرض ترامب للرسوم الجمركية، ناهيك عن ترقب اجتماع بنك اليابان المركزي في 24 يناير والذي رفع فيه أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 وعدّل توقعاته للتضخم بالزيادة، مما يؤكد ثقته في أن رفع الفائدة سيبقي التضخم مستقر حول هدفه البالغ 2%.
وعليه، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 1.7% خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، قبل أن يعاود ارتفاعه بدءاً من 27 يناير قبل اختتام الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.


في المقابل، طغى اللون الأخضر على أداء الأسهم الأمريكية والأوروبية والآسيوية خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، مدعومةً بنفحة من التفاؤل جراء إجراءات ترامب ودعوته لخفض أسعار الفائدة، حيث سجل كل من داو جونز وS&P 500 وناسداك مكاسب أسبوعية بنسبة 2.2% و1.7% و1.7% على التوالي. كما سجل مؤشر نيكي 225 مكاسب أسبوعية بنسبة 3.9%، ليرتفع مؤشر MSCI لآسيا والمحيط الهادئ بنسبة 2.3%.
هذا الأسبوع
شهدت الأسواق العالمية تراجعات ملحوظة في بداية هذا الأسبوع، وسط مخاوف من انفجار محتمل لفقاعة أسهم الذكاء الاصطناعي، بعد ظهور شركة "ديب سيك" الصينية الناشئة، التي طورت نموذج مماثل لتشات جي بي تي منخفض التكلفة، إذ شهد مؤشر "إس آند بي 500" لقطاع التكنولوجيا انخفاض حاد بنسبة 2.2% يوم 27 يناير إلى جانب خسائر كبيرة في أسهم شركات صناعة الرقائق مثل "إنفيديا" و"برودكوم" و"إيه إم دي"، قبل أن تقلص بعض من خسائرها بين 28 و30 يناير.
على سبيل المثال، صعدت أسهم شركة Nvidia بنحو 6% يوم 28 يناير، مع اكتساب الزخم طوال الجلسة، وذلك بعد انخفاض السهم بنسبة 17% يوم الاثنين 27 يناير وتراجع القيمة السوقية بأكثر من 595 مليار دولار، وهو أكبر انخفاض في القيمة السوقية لشركة في البورصة الأمريكية ليوم واحد على الإطلاق.


المنطقة العربية
خلفية أسبوعية سريعة
سجلت أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير، أداء إيجابي وإن كان خجول نسبياً في ضوء حالة من التريث طغت على أسواق الأسهم طوال شهر يناير بشكل عام، لاسيما على خلفية التطورات الجيوسياسية في المنطقة والترقب الحذر الذي رافق اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير، ليسجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع أسبوعي بنسبة 0.9%، بعد أن سجلت 8 بورصات عربية من أصل 14 بورصة ارتفاعات أسبوعية تراوحت بين 0.3% و2% في مؤشرات أسعارها.
في المقابل، سجلت القيمة السوقية الإجمالية لأسواق الأسهم العربية ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% إلى 4,439 مليار دولار.
سجلت قيمة التداول في المنطقة ارتفاع أسبوعي بنسبة 12.6% إلى 22.5 مليار دولار، في حين سجلت أحجام التداول ارتفاع أسبوعي بنسبة 40.5% إلى 31.4 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير.
هذا الأسبوع
استمر هذا المسار طوال شهر يناير، إذ أن الأسواق العرببة بقيت في دائرة الاستقرار النسبي والمراوحة خلال الأسبوع الأخير من الشهر أي بين 26 و30 يناير، وهو مسار من المتوقع أن يستمر في المدى المنظور، لاسيما مع خيبة أمل المستثمرين من التوزيعات النقدية التي أعلنت عنها بعض البنوك والشركات المسجلة في البورصة عن فترة العام الماضي، وسط نتائج أعمال دون التوقعات.


(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)
#تحليلسريع
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا