تسارعت وتيرة تراجع النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص اللبناني، خلال مايو، مع استمرار الضغوط الخارجية الناتجة عن الحرب في غزة، وانخفاض الطلبات الجديدة من العملاء المحليين والتصدير ومستوى الإنتاج.

وانخفضت قراءة مؤشر مديري المشتريات - بلوم لبنان الصادر يوم الأربعاء، إلى 47.9 نقطة في مايو من 48.9 نقطة في أبريل. وسجل المؤشر في مايو أدنى قراءة منذ بداية 2023 مع تسارع وتيرة التراجع وكانت الأكثر حدة منذ عام ونصف.

ولا تزال القراءة تؤكد استمرار انكماش النشاط الاقتصادي لشركات القطاع الخاص غير النفطي تحت المستوى المحايد عند 50 نقطة.

وأرجع التقرير هذا التراجع إلى انخفاض كبير في مؤشرات الإنتاج والطلبات الجديدة وطلبات التصدير الجديدة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بسبب اتساع رقعة الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة التي اندلعت في أكتوبر الماضي لتصل إلى مدينة رفح.

ووفق التقرير، أثر انعدام الاستقرار في المنطقة على رغبة العملاء الدوليين في تقديم طلبيات جديدة، و"أدى ذلك إلى انخفاض مستويات النشاط التجاري الكلي في منتصف الربع الثاني من العام 2024 بمعدل هو الأسرع في 16 شهرا" .

كما انخفضت الطلبات الجديدة من العملاء المحليين بسبب الاشتباكات العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان والجمود السياسي في البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية منذ سنوات. ومنذ اندلاع الحرب يشهد جنوب لبنان اشتباكات بين الإسرائيليين وعناصر حزب الله اللبناني المدعوم من إيران عدو إسرائيل اللدود.

وقالت شركات لبنانية في التقرير، إن الرياح المعاكسة الخارجية الناتجة عن الحرب في قطاع غزة والأوضاع الصعبة في البلاد أدت إلى انخفاض المبيعات وتراجع مستوى النشاط الاقتصادي.

وبقيت أعداد الموظفين في شركات القطاع الخاص اللبناني مستقرة، ومع انخفاض مخزون مستلزمات الإنتاج في مايو، كان معدل تضخم النفقات التشغيلية هو الأدنى منذ يناير 2024، فيما انخفضت أسعار سلع وخدمات شركات القطاع الخاص اللبناني للمرة الأولى في أكثر من عام.

ورغم تشاؤم الشركات بشأن مستقبل الأعمال مع تراجع الثقة مع استمرار الحرب، يرى التقرير أنه "لا نزال متفائلين بأَّنه من المأمول أن يساهم الموسم السياحي الجيد هذا الصيف في تحسين النشاط التجاري لشركات القطاع الخاص اللبناني خلال الأشهر المقبلة".

 

(إعداد: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخباراقتصادية

لقراءة الموضوع على منصات مجموعة بورصة لندن، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا