جاءت الشراكة بين الهيئة العامة للترفيه بالسعودية والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية والتي تم الإعلان عنها في فبراير الماضي والتي نتج عنها شركة "بيج تايم برودكشن" ورصدت لها ميزانية قرابة  الـ 4 مليار جنيه، لتفتح مجالات جديدة وغير مسبوقة أمام السينما المصرية.


والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المصرية تتبع الدولة المصرية وتمتلك حق إدارة ما يقرب من 60% من دور العرض في مصر والذي يقترب من 400 شاشة عرض في محافظات مصر المختلفة.


نتائج هذه الشراكة ستظهر فعليا مع الأيام الأولى لعيد الأضحى خلال شهر يونيو المقبل مع عرض باكورة تعاونات هذه الشراكة من خلال الجزء الثالث من فيلم "ولاد رزق"  المصري في القاهرة وعدة دول خليجية وعالمية.
 
وسيستفيد الفيلم من اهتمام  تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة، والذي وصل إلى حد الترويج له بشكل شخصي من خلال نشر مشاهد مصورة منه والبرومو الأول له عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. 


3 أفلام


على مستوى الإنتاج تشهد خارطة الأفلام المزمع تصويرها وفق هذا التعاون عدد من الأعمال ضخمة التكاليف والميزانيات في مقدمتها فيلم سيجمع لأول مرة المطربة اللبنانية نانسي عجرم  بالفنان المصري كريم عبد العزيز ويجري حاليا الانتهاء من كافة التفاصيل المتعلقة به من أماكن وتوقيتات التصوير خلال الفترة المقبلة.


عمل آخر سينتج عن هذا التعاون هو الجزء الثاني من الفيلم الشهير "صعيدي في الجامعة الأمريكية" لمحمد هنيدي وغادة عادل الذي يُقدم بعد مرور ما يقرب من 25 عام على عرضه سينمائيا.


وفيلم ثالث يجري التحضير له عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، وقد تم ترشيح منى زكي لبطولته.


وهناك سلسلة من الأفلام سيتم إنتاجها تحت مظلة هذه الشراكة  يلعب بطولتها عدد من نجوم السينما المصرية والعربية مثل أحمد حلمي وأحمد السقا وهند صبري ومحمد عادل إمام  ستكون بمثابة  فرص ذهبية للوصول بالمشاهد  العربي إلى آفاق بعيدة من أحدث تقنيات التصوير وتنفيذ الأفلام وكتابتها وإخراجها وعرضها  بعدما كانت الميزانيات تشكل العائق الأكبر أمام تنفيذها بجودة عالية على غرار التجارب العالمية، كما أنها ستسهم في إعادة فتح شركات إنتاجية واجهت أزمات وعثرات اقتصادية شديدة اضطرت معها إلى إيقاف نشاطها السينمائي والاتجاه إلى نشاط آخر بسبب الأوضاع الاقتصادية في مصر ستعود مجددا إلى استئناف إنتاجاتها السينمائية.


ماذا ستستفيد مصر؟


لاشك أن السينما المصرية واجهت في السنوات الأخيرة أزمات اقتصادية عديدة اضطرت بسببها شركات إنتاج كثيرة إلى الانسحاب من المشهد ولهذا يأتي الانفتاح السعودي ليكون بمثابة طوق النجاة  لها والفيلم المصري الذي يحتل  صدارة شباك التذاكر في الوقت الحالي داخل دور العرض بالمملكة والتي بدورها تشكل مصدر رئيسي  من مصادر الدخل لشركات الإنتاج المصرية وهو ما أعلنه تركي آل الشيخ في مؤتمر إعلان الشراكة، موضحا أن  فيلم "تاج" المصري لتامر حسني  هو الفيلم الأعلى من حيث الإيرادات داخل كل من السعودية ومصر. 


وماذا عن السعودية؟


 تراهن الهيئة العامة للترفيه على السينما المصرية لتكون النواة الرئيسية التي تستند عليها في نشاطها وعملها بالمملكة.

وهذا  لما للفيلم المصري ولنجومه من شهرة واسعة  وانتشار بين الجمهور السعودي في وقت تدعم فيه جهات سعودية أخرى مثل مؤسسة البحر الأحمر إنتاجات سينمائية عربية وأجنبية  يتردد معها اسم المملكة كمنتج وداعم رئيسي لعدد غير قليل  من الأفلام منها ما يشارك في مهرجانات دولية كبيرة مثل كان وبرلين وفينيسيا.


وقدم المهرجان عدد من الأفلام العربية  التي استطاعت الوصول للعالمية وكان آخرها الفيلم التونسي "بنات ألفة"  الحاصل على جائزة سيزار  والتي تعد من أهم جوائز السينمائية الفرنسية، كأفضل فيلم وثائقي هذا العام.

 

(إعداد: أحمد النجار، عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما )  

#مقالرأي

(للتواصل zawya.arabic@lseg.com)