دولة الإمارات، أبوظبي : استضاف المركز الوطني للأرصاد في دولة الإمارات وبالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ورشة عمل في إمارة أبوظبي خلال الفترة من 22 وحتى 24 يوليو 2024، في إطار جهوده لمواجهة تحديات المناخ العالمية، والاحتياجات في مجال الطاقة الخضراء.

واستقطبت ورشة العمل، مجموعة مميزة من الخبراء الدوليين على مستوى العالم، لبدء المفاوضات بشأن التوصل إلى إقامة شراكة عالمية لتبادل المعلومات والخدمات في مجال الطقس والمياه والمناخ، من أجل الدفع بجهود التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتعزيز دمج خدمات الأرصاد الجوية في قطاع الطاقة المتجددة، ودعم الأهداف العالمية الطموحة التي حددها مؤتمر الأطراف COP28.

وتتولى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قيادة الجهود الرامية إلى تعزيز التحول إلى مصادر الطاقة النظيفة من خلال توفير المعلومات والخدمات المتقدمة في مجال الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا والمناخ، وقد شكلت ورشة العمل محطة أساسية في تحديد الاحتياجات والأهداف المرجوة من الشراكة العالمية، وشارك في النقاشات خبراء من مختلف المجالات، بما في ذلك سلاسل إمداد الطاقة وأنظمة الطاقة الصديقة للبيئة والمناخ.

وتندرج هذه المبادرة في سياق هدف مؤتمر الأطراف COP28 المتمثل في مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول العام 2030، وهو ما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس لعام 2015 المتعلقة بالحد من الانبعاثات الكربونية، حيث يستلزم تحقيق الحياد المناخي بحلول العام 2050، تحولاً هائلاً نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية، والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة البحرية، ونظراً لطبيعة هذه المصادر المتجددة التي تعتمد على المناخ، فإن الحاجة إلى المعلومات والخدمات المتطورة عن الطقس والمياه والمناخ أصبحت أكبر من أي وقت مضى، وبالتالي، فإن هذه الخدمات ضرورية لتصميم أنظمة الطاقة المتجددة، وإدارتها وتشغيلها بكفاءة، وضمان قدرتها على الصمود في مواجهة الظواهر المناخية وآثار التغير المناخي.

وحددت ورشة العمل 4 محاور رئيسية ضرورية لإطار تنفيذ الشراكة العالمية منها تطوير الدراسات العلمية والابتكار في قطاع الطاقة المتجددة لتعزيز الفهم والتنبؤ بإنتاج الطاقة وإدارة الموارد بفعالية. كما تسعى لتقديم خدمات تشغيلية متكاملة ودقيقة تشمل تطوير خرائط وإشارات مناخية وتوقعات إنتاج الطاقة لضمان قرارات مستنيرة مبنية على بيانات موثوقة. بالإضافة إلى ذلك، تركز على بناء وتعزيز قدرات مرافق الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا عبر التدريب وورش العمل لتطبيق البيانات المناخية بفعالية ودعم التحول نحو الطاقة النظيفة. وتسعى الشراكة أيضاً لتحويل المعلومات التقنية للأرصاد الجوية إلى رؤى قابلة للتطبيق لدعم صناع القرار وتعزيز الشراكات لصياغة سياسات تدعم قطاع الطاقة المتجددة بإطار هيكلي قوي.وتقتضي الشراكة دعم الدول في تحقيق أهدافها المناخية وفق اتفاقية باريس، من خلال تأسيس شراكة متعددة التخصصات تضم خدمات الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا، لتوفير معلومات قابلة للتطبيق ميدانياً، مما يساهم في إعداد وتشغيل نظام طاقة نظيف، موثوق، مرن، متوازن ومنخفض التكلفة.

وقال البروفسور ألبرتو تروكولي، مدير عام المجلس العالمي للطاقة والأرصاد الجوية، ورئيس فريق دراسة سيركوم التابع للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشأن التحول إلى الطاقة المتجددة: "يسرني الإعلان عن نجاح ورشة العمل الاستطلاعية للشراكة العالمية لمعلومات وخدمات الطقس والمياه والمناخ من أجل الطاقة النظيفة، حيث حددت دور الشراكة المحوري. تشمل النتائج خططاً لإنتاج خرائط دقيقة للطاقة المتجددة، توحيد بيانات المراقبة، وتعزيز التعاون بين مرافق الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا ومؤسسات الطاقة، لدفع التحول إلى الطاقة النظيفة بما يتوافق مع اتفاقية باريس."

ستُعنى الشراكة بالعديد من الوظائف الرئيسية منها دمج البيانات والمنتجات والتقنيات والشركاء في مجال الطاقة لتأسيس منصة عالمية تدعم أعضاء المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، مع التركيز على الدول النامية. ويستفيد من التطبيقات المتقدمة وأفضل الممارسات والمفاهيم الحديثة للطاقة النظيفة، ويسعى لترويجها عالمياً لتضييق الفجوة التكنولوجية بين الدول. الابتكار في قدرات الرصد والتنبؤ بالطقس يعد مسألة حاسمة لعمليات الطاقة المتجددة، ويتضمن تقييم الموارد بناءً على البيانات التاريخية، ومراقبة الطقس المتطرف، وإجراء محاكاة وسيناريوهات لتغير المناخ. كما يركز المشروع على فهم متطلبات الطاقة المتجددة وتحدياتها من خلال تحديد احتياجات المستخدمين وضمان تلبيتها بشكل فعّال. ويعزز الحوار والتفاهم بين مجتمع الأرصاد الجوية والهيدرولوجيا وقطاع الطاقة عبر تنظيم مؤتمرات ودورات تدريبية بين الصناعات المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم المشروع توصيات بشأن سياسات التحول في مجال الطاقة وخططها الدولية، ويوفر المشورة لدعم التحول في مجال الطاقة المتجددة.

بينما ستركز خلال مرحلتها التأسيسية على توفير منتجات وخدمات قيمة توفر الدعم لمسار تطوير الطاقة المتجددة والتحول في مجال الطاقة على مستوى العالم، وسيتمحور التركيز حول التقنيات متعددة التخصصات والعابرة للحدود بشكل يضمن أن يبقى العمل مصنفاً في طليعة عمليات الابتكار والتعاون، ويتمثل الهدف النهائي بإيجاد مستقبل للطاقة يتمتع بالمرونة والفعّالية والاستدامة، ويتماشى مع الالتزامات العالمية في مجال المناخ، ويدعم التحوّل إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة.

-انتهى-

#بياناتحكومية
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا