• جاسم العبري: يمثل التميز المؤسسي السبيل للمؤسسات للتفوق في مجال عملها

نظّمت المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن" ملتقى "مدائن" للتميز المؤسسي، وذلك بهدف تسليط الضوء على المحاور المرتبطة بمفهوم "التميز المؤسسي"، والذي يعد ركيزة أساسية في عالم الأعمال والمؤسسات الناجحة والتحسين المستمر، ومواصلة لجهود "مدائن" في هذا المجال، والتي توّجت بحصولها على شهادة الـ EFQM للتميز المؤسسي بمستوى QULIFIED كأول جهة حكومية في سلطنة عمان تحصل على تقدير نجمتين.

وقالت هدى بنت هلال البطاشية، مديرة دائرة التميز والتحول المؤسسي في مدائن، أن هذا الملتقى يأتي استمراراً للجهود التي بذلتها المؤسسة ضمن برنامج مدائن للتميّز المؤسسي، والذي أُطلق قبل ما يزيد على سنتين متضمناً إعادة هيكلة شاملة لقطاع الاستراتيجية والدعم، ودراسة معمّقة للنظام الإيكولوجي لمدائن، وجميع المعنيين وذوي المصلحة بمدائن من موظفين، ومستثمرين، وعملاء، ومؤسسات حكومية أو خاصة، ومنافسين، والمناخ الاستثماري الدولي عموما، لتتوج المؤسسة هذه الجهود بالوصول إلى المستوى الثاني من التميّز المؤسسي بحسب نموذج المنظمة الأوروبية للجودة EFQM، وأضافت البطاشية: إن التميز المؤسسي أكثر من مجرد مفهوم تتداوله الألسن والأدبيات في عالم المؤسسات اليوم، بل هو نهج شامل يعكس الالتزام بتحقيق أعلى معايير الجودة والكفاءة، والاعتماد على قيم الابتكار والاستدامة، والقيادة الفعّالة كأساس لتحقيق الرؤى والخطط المستقبلية، وذلك من خلال تطبيق هذه القيم كثقافة مؤسسية تلعب الدور الأساسي في رفع مستوى الجودة وتحقيق التحول الإيجابي، ولقد اعتمد البرنامج في "مدائن" على أربع ركائز أساسية مثّلت صلب عملية التحوّل المؤسسي المنشودة من خلال نموذج EFQM، حيث انطلق البرنامج من تحديد الأهداف والمؤشرات الرئيسية للأداء والتي تساهم في قياس مدى تحقيق التميز، ومن ثم بدأ العمل على تكثيف التواصل والتوعية الداخلية بنموذج التميز المؤسسي وما جاء به من أهداف ومؤشرات، والمتابعة الدورية للمشاريع التطويرية والتحسينية، بالإضافة إلى تفعيل برامج وحلقات عمل لتعزيز الفهم والمشاركة في إعداد الخطط وقياس الأثر، أما الركيزة الثالثة فتمحورت حول تحفيز المشاركة الفاعلة والابتكار في عملية تطبيق نموذج EFQM لتحقيق التحسين المستمر، وأخيرا مع اعتماد إجراء تقييم ومراجعة مستمرة لتقييم مدى تقدم تطبيق نموذج EFQM والتعرف على الفرص للتحسين المستمر، وأشارت البطاشية إلى أن اختيار "مدائن" لنموذج التميّز المؤسسي جاء بعد دراسة مستفيضة لنماذج التميّز والجودة السائدة عالميا، وقد تم اختيار نموذج المنظمة الأوروبية للجودة لشموليّته، وعمقه، ولسهولة تطبيقه بما يحقق طموحات مدائن في تعزيز قدراتها على المنافسة إقليميا ودوليا، وكسب حصة أكبر من السوق، وبالتالي جذب المزيد من العملاء والحفاظ عليهم، ومن ثمّ زيادة الربحية من خلال التميز المؤسسي الذي يدفع بالضرورة إلى تقديم منتجات وخدمات ذات سمات تنافسية أعلى، وأكدت البطاشية على أن المؤسسات تواجه مجموعة من التحديات في تبني ثقافة وفكر التميز المؤسسي في ظل مستقبل غامض وأسواق متقلّبة، وتنافس شديد على الأعمال والفرص، إذ أن تطوير ثقافة التميز وتغيير أساليب العمل التقليدية يمكن أن يواجه مقاومة داخلية، بالإضافة إلى تحديات تقنية وتنظيمية.

ومن هنا، يصبح من الضروري الاستعداد بشكل جيد وتشجيع الابتكار والتحول لضمان التميز والريادة، وهذا ما لمسناه في نموذج التميز من EFQM الذي شكّل بالنسبة لنا رؤية عميقة تستدرك تحديات المستقبل، وتوجهنا نحو التحسين المستمر، وخصوصا مع أداة الرادار التي تلعب دورًا حيويًا في قياس الأداء والنتائج، وتوفر رؤى عميقة حول الأداء ونقاط التحسن، فمن خلال استخدام هذه الأداة بشكل فعال، يمكن للمؤسسات تحديد الفجوات في الأداء واتخاذ الإجراءات اللازمة للمعالجة وتحقيق الأهداف المستقبلية، ومن ضمن الدروس التي استفدناها من نموذج التميّز الأوروبي هي المتعلقة بالثقافة المؤسسية التي تشكل أحد أهم العوامل لنجاح أي مؤسسة. عندما تكون قيم العمل متناسقة ومشتركة بين أفراد المؤسسة، هذا من شأنه أن يسهل عملية اتخاذ القرارات، ويعزز الروح الجماعية والعمل الجماعي.

مما يؤدي بدوره إلى تحسين أداء المؤسسة بشكل عام. عندما تستثمر المؤسسة في بناء ثقافة مؤسسية قوية تشجع على الابتكار والتعلم المستمر وتعزز الشفافية والثقة بين أفرادها، يمكن أن تكون لها تأثير كبير على قدرتها على التميز. وهذا ما فعلته مدائن خلال الفترة الماضية، وبات يشكّل جزء مهم من فلسفة العمل لدينا.

من جانبه، أوضح جاسم بن عبيد العبري، رئيس فريق كايزن في "مدائن"، أنه في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي والتغيرات الاقتصادية، يصبح من الضروري أن تكون المؤسسات قادرة على التميز للبقاء على قيد الحياة والازدهار، وهنا يأتي دور التميز المؤسسي، الذي يمثل السبيل للمؤسسات للتفوق والتميز في مجال عملها من خلال تقديم منتجات أو خدمات تتجاوز توقعات العملاء وتتفوق على منافسيها، لكن التميز المؤسسي لا يكتمل بمجرد تحقيقه، بل يتطلب الاستمرارية والتحسين المستمر، حيث أن تطبيق مبدأ التحسين المستمر يعني أن المؤسسة تسعى دائمًا لتحسين عملياتها وخدماتها، بالإضافة إلى أهمية التحسين المستمر كأداة لضمان استمرارية النجاح والابتكار، وأضاف العبري: لقد شكّلت مدائن من أجل تنفيذ برنامج التميّز المؤسسي عددا من فرق العمل الداخلية، عملت على تحليل وهيكلة قطاع الاستراتيجية، وهندسة العمليات والخدمات الداخلية والخارجية، وشملت هذه الفرق منهجية كايزن اليابانية، ومكتب إدارة المشاريع، والتقييم الداخلي، وتطبيق منهجية إدكار، ومنهجية الرادار المصاحبة لنموذج EFQM، الأمر الذي ساعدنا على تحقيق ما حققناه، ناهيك عن المنافع الجانبية الأخرى من النجاحات التي تأتي مع تقدم الرحلة وتراكم التجربة في التميّز المؤسسي، كتعزيز الثقة لدى العملاء والشركاء وذوي المصلحة، وكذلك اجتذاب المواهب والاحتفاظ بهم، وبشكل عام، فإن نموذج التميز EFQM أكثر من مجرد إطار، بل هو روح تحفزنا على تجاوز التوقعات، وتعزيز مكانة مدائن في السوق، وتحقيق مزايا تنافسية مهمة في بيئة الأعمال اليومية.

بعدها، بدأت جلسة نقاشية تحمل عنوان "التميز المؤسسي، عين على المستقبل" أدارها محمد بن عبدالله العجمي، رئيس قسم المشاريع والتحسين في مدائن، وتحدث بها كل من المهندس عبد الله بن سالم الكعبي، المكلّف بأعمال رئيس قطاع الاستراتيجية والدعم في مدائن، ليلى بنت عبدالله الحضرمي، المدير التنفيذي للجمعية العمانية لتقنية المعلومات، سلطان بن سعيد الوضاحي مدير عام تقنية المعلومات والاتصالات بشؤون البلاط السلطاني، ومحمد منذر قادري، استشاري التطوير المؤسسي في مدائن، حيث سلطت الجلسة الضوء على التميّز المؤسسي من حيث فلسفته ونماذجه وواقعه، والدور الذي يلعبه في عالم الأعمال اليوم مع التركيز على تجربة المؤسسات الحكومية بالسلطنة مع التميّز المؤسسي، وأيضا تسليط الضوء على تحديّات التميّز المؤسسي، وما يمكن تبنّيه للتحوّل والتطوير من خلال التميّز، مع إعطاء مساحة لجوائز التميّز والدور الذي تلعبه في إنجاح تجارب التحوّل المؤسسي.

 

#بياناتشركات
للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا