• مناقشات اجتماع الطاولة المستديرة التي نظمتها الفطيم تكشف عن تأثير نقص الكوادر المؤهلة، وتحديات البيانات، ومخاوف الخصوصية على تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة بدول مجلس التعاون الخليجي
  • حوالي 93% من المشاركين أكدوا على أن نقص الكفاءات اللازمة يشكل عقبة أساسية أمام تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة، بينما أشار أكثر من 70% إلى أن إعداد البيانات وإدارتها تعد من أبرز التحديات الملحّة
  • ورقة العمل بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تتضمن توصيات استراتيجية لتجار التجزئة في خمسة مجالات رئيسية، تشمل تنمية المواهب، والتفاعل مع العملاء، والتكنولوجيا، والتعاون، والحوكمة الأخلاقية

دبي، الإمارات العربية المتحدة: كشفت ورقة عمل جديدة أصدرتها الفطيم خلال أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي (MBZUAI)، أن نقص الأخصائيين المتمرسين في مجال الذكاء الاصطناعي يُمثل التحدي الأكبر أمام إطلاق العنان لإمكانات تخصيص الخدمات باستخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة بدول مجلس التعاون الخليجي.

وتستعرض ورقة العمل، التي تحمل عنوان "الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة بدول مجلس التعاون الخليجي" خلاصة نقاشات معمقة دارت خلال اجتماع مائدة مستديرة حصري استضافتها الفطيم، وجمعت أبرز اللاعبين الأساسيين في هذا القطاع، ومُزودي الحلول التكنولوجية، وخبراء أكادميين، والشركات الناشئة، لمناقشة الفرص والتحديات التي تواجه تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة.

ومن أبرز النتائج التي خلُص إليها هذا الاجتماع، تأكيد حوالي 93% من المشاركين على أن نقص الكفاءات اللازمة يشكل عقبة أساسية أمام تبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التجزئة، بينما أشار أكثر من 70% إلى أن إعداد البيانات وإدارتها تعد من أبرز التحديات الملحّة. وبحسب الآراء التي اجتمع عليها قرابة نصف الحضور؛ فإن عدم وجود دعم من القيادات العليا يعيق عملية التبني، في حين أن محدودية الوعي بمزايا الذكاء الاصطناعي ومخاوف خصوصية البيانات تُحد أيضاً من انتشاره على نطاق واسع. وإذا لم يتم التغلب على هذه المعوقات، سيجد تجار التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي صعوبة في تلبية التطلعات المتنامية لعملائهم، وسيعجزون عن توفير التجارب المخصصة والمتكاملة التي باتت تشكل عاملاً حاسماً للنجاح في هذا القطاع.

وفي إطار مشاركتها في الاجتماع، قالت موزة الفطيم، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الفطيم: "يقف قطاع التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي على أعتاب تحول كبير. ويمثل الذكاء الاصطناعي حجر الزاوية في هذا التحول لنتمكن من تقديم تجارب مخصصة ومؤثرة للعملاء، مع التأكيد على الدور الأساسي الذي يلعبه العنصر البشري المؤهل في هذا التحول. ولذلك، أؤكد على أهمية الاستثمار الحالي في بناء القدرات والكفاءات استعداداً لتلبية متطلبات المستقبل. "

من ناحية أخرى، تُسلط نتائج اجتماع الطاولة المستديرة الضوء على طموح دول مجلس التعاون الخليجي القوي لتصبح مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. ويستند هذا التوجه إلى الإمكانات المالية الضخمة التي تتمتع بها هذه الدول، بالإضافة وجود قاعدة سكانية واسعة تتمتع بتفاعل رقمي كبير، واعتماد حكومات المنطقة لاستراتيجيات استباقية ومبتكرة في هذا المجال. وتُعد مبادرات مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، و"مشروع التفوق" في المملكة العربية السعودية الذي تبلغ قيمته 100 مليار دولار، دليلاً واضحاً على عزم هذه الدول على تبوء مكانة ريادية عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

يشهد قطاع التجزئة تحولاً متسارعاً بفضل الذكاء الاصطناعي الذي يمثل أداة قوية لتعزيز الأرباح وتطوير العمليات، مع الحفاظ على مستوى ممتاز من خدمة العملاء. ورغم الآمال الكبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي في الاستفادة من هذه التقنيات، إلا أن نقص الكفاءات المتخصصة يشكل عائقاً كبيراً أمام تحقيق هذه الطموحات.

وقال البروفيسور ستيف ليو، نائب رئيس مشارك للأبحاث في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: "يشهد العالم طلباً متزايداً على الكفاءات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، مما يبرز الحاجة الملحة إلى إعادة هيكلة المنظومة التعليمية. ولتحقيق النجاح في هذا العصر الجديد، لا بد من التركيز على إعداد كوادر مؤهلة تتقن تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، وتتمتع بمهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، بالإضافة إلى الإلمام بالأطر الأخلاقية اللازمة لمواكبة تعقيدات هذا المجال سريع التطور. كما يستدعي هذا أيضاً التزاماً راسخاً بتعزيز التعلم المستمر، وتمكين الأفراد - بغض النظر عن مراحلهم المهنية - من المشاركة في برامج تطوير المهارات وإعادة التأهيل، إلى جانب استثمار الطاقات الواعدة لصناعة قادة المستقبل في مجال الذكاء الاصطناعي". 

ولتحقيق الاستفادة القصوى من التخصيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي، طرحت ورقة العمل سلسلة من التوصيات الرئيسية لتجار التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي تغطي خمسة محاور رئيسية:

  • تطوير المواهب والمهارات: لمعالجة الفجوة الكبيرة في المهارات، يتعين على تجار التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي تبني مناهج تعليمية ترتكز على الذكاء الاصطناعي وتنشأ منه، وتطوير برامج تدريبية محددة، ودعم التعلم المستمر، وإقامة شراكات فعالة مع الجامعات والمعاهد التدريبية لتأهيل كوادر قادرة على قيادة التحول في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • إشراك العملاء وتخصيص تجاربهم: لتلبية التوقعات المتنامية للعملاء في عصرنا الحالي، يتعين على تجار التجزئة توطين التجربة من خلال تبني الفروق الثقافية المتنوعة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وإضفاء الطابع الإنساني على العالم الرقمي من خلال ضمان قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز التواصل البشري. كما ينبغي عليهم تخصيص التجارب عبر مختلف القنوات لإنشاء مسار تسوق شامل ومتكامل، وكسب ثقة المستهلك من خلال التحلي بالشفافية فيما يتعلق بكيفية استخدام البيانات.
  • الأسس التكنولوجية: من أجل بناء أساس متين لتبني الذكاء الاصطناعي، يحتاج تجار التجزئة إلى تجميع بياناتهم من خلال إنشاء منصة بيانات مركزية، والاستثمار في البنية التحتية للبيانات لضمان جودتها، وتدريب فرقهم على معالجة البيانات، واستكشاف حلول قائمة على السحابة للاستفادة من منصات الذكاء الاصطناعي.
  • التعاون في منظومة الأعمال: لتعزيز الابتكار وتسريع اعتماد الذكاء الاصطناعي، يجب على تجار التجزئة التفاعل مع صانعي السياسات والتعاون بشكل استباقي مع الجهات التنظيمية، وإقامة شراكات استراتيجية مع تجار التجزئة الآخرين والجهات الحكومية والأوساط الأكاديمية، ودعم الشركات الناشئة لإرساء دعائم منظومة متكاملة ومزدهرة.
  • الأخلاقيات والحوكمة: لضمان تبني الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول ومستدام، يتوجب على تجار التجزئة إعطاء الأولوية للاعتبارات الأخلاقية منذ المراحل الأولى، وذلك من خلال تضمين هذه الاعتبارات في صلب استراتيجياتهم المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتشكيل لجنة متخصصة في الأخلاقيات تكون بمثابة هيئة تنظيمية داخلية مكرسة لهذا الغرض. علاوةً على ذلك، ينبغي عليهم العمل على الحد من التحيزات الخوارزمية من خلال تطبيق آليات رقابة قابلة للتكيف والتطوير. وأخيراً، من الضروري دمج مفاهيم الأمن والأخلاقيات معاً عبر التعاون الوثيق مع فرق الأمن المختصة.

وفي الخلاصة، تؤكد ورقة العمل بأنه على الرغم من الفرص الهائلة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي للابتكار، فإن التركيز على العنصر البشري سيظل المعيار الرئيسي للنجاح في قطاع التجزئة في دول مجلس التعاون الخليجي. ومن خلال تبني نهج يركز على العملاء، وتعزيز ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية، والاستثمار في تنمية المواهب، يُمكن لتجار التجزئة الاستفادة من التكنولوجيا لبناء علاقات أقوى وتقديم تجارب استثنائية تتمحور حول الإنسان، وتلقى أصداءً إيجابية لدى عملائهم.

للاطلاع على ورقة العمل الكاملة من هنا: White Paper: Artificial Intelligence in GCC Retail - Al-Futtaim

نبذة عن الفطيم

تأسست الفطيم في ثلاثينيات القرن العشرين كشركة تجارية، وهي اليوم واحدة من أكثر الشركات الإقليمية تنوعاً وتقدماً في القطاع الخاص ومقرها دبي، الإمارات العربية المتحدة.

تنقسم الفطيم إلى خمسة أقسام تشغيلية هي قطاع السيارات، والخدمات المالية، والعقارات، وتجارة التجزئة، والخدمات الصحية، ويعمل لديها أكثر من 33,000 موظف في أكثر من 20 دولة في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، وترتبط الفطيم بشراكات مع أكثر من 200 من أكثر العلامات التجارية المبتكرة والرائدة في العالم.

إن ريادة الفطيم وتركيزها الدؤوب على العملاء يمكّنها من مواصلة النمو والتوسع، والاستجابة للاحتياجات المتغيرة لعملائها في المجتمعات التي تعمل فيها. ومن خلال التمسك بقيم الاحترام والتميز والتعاون والنزاهة، تواصل الفطيم إثراء حياة وتطلعات عملائها كل يوم.

للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: www.alfuttaim.com

نبذة عن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي هي جامعة بحثية تتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً لها، وهي أوّل جامعة تكرّس كامل إمكاناتها لدفع عجلة التقدّم العلمي باستخدام الذكاء الاصطناعي. وتهدف الجامعة إلى تمكين الجيل المقبل من رواد الذكاء الاصطناعي وتعزيز الابتكار واستحداث تطبيقات فعّالة للذكاء الاصطناعي لخدمة المجتمع والإنسانية، وذلك من خلال توفير التعليم عالمي المستوى والبحث متعدد التخصّصات. وفي عام 2025، أطلقت الجامعة برنامجها الأول في مرحلة البكالوريوس، وهو برنامج في مجال الذكاء الاصطناعي يتألف من مسارين متميّزين، هما مسار الأعمال ومسار الهندسةلمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الرابط التالي www.mbzuai.ac.ae.
يمكن زيارة الموقع mbzuai.ac.ae أو التواصل عبر admission@mbzuai.ac.ae للتقدم بطلبات الالتحاق بالجامعة. للاستعلامات الصحفية، يرجى التواصل مع:

آية سكوري
رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصال الاستراتيجي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
أيمي روجرز
خبيرة أولى في أنظمة التواصل المتكاملة في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
media@mbzuai.ac.ae

-انتهى-

#بياناتشركات