الدوحة، قطر: انطلقت اليوم فعاليات النسخة الثانية من قمة إرثنا 2025 في الدوحة، تحت شعار "بناء إرثنا: الاستدامة، والابتكار والمعرفة التقليدية"، جامعةً قادة محليين ودوليين، وخبراء، وصانعي سياسات، وشبابًا من أكثر من 100 دولة.

وقد افتتح "إرثنا: مركز لمستقبل مستدام"، عضو مؤسسة قطر، القمة في مشيرب قلب الدوحة، في إطار شراكة استراتيجية مع وزارة البيئة والتغير المناخي، بالتزامن مع اليوم العالمي للأرض.

وأكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البيئة والتغير المناخي، خلال كلمته في القمة، أن قمة "إرثنا 2025" تمثل منصة استراتيجية مهمة لتعزيز الحوار وتنسيق الجهود في مجابهة التحديات المناخية، خصوصًا في الدول ذات المناخ الحار والجاف، وفي مقدمتها دول الخليج العربي، مشيرًا إلى أهمية الحوار وتبادل الرؤى المستندة إلى المعارف التقليدية والثقافات المتنوعة، في تطوير حلول مستدامة تجمع بين الماضي والمستقبل، وتعزز التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية.

وقد شهدت الجلسة الافتتاحية مراسم حفل توزيع النسخة الأولى من "جائزة إرثنا"، حيث تم تكريم أربعة مشاريع رائدة تهتم باستلهام المعرفة التقليدية لتقديم حلول مبتكرة للتحديات البيئية.

كذلك تميزت مراسم افتتاح قمة "إرثنا" بحضور الموقر الدكتور محمد يونس، الحائز على جائزة نوبل للسلام وكبير المستشارين لدى حكومة بنغلاديش، الذي ألقى كلمة ملهمة شارك من خلالها رؤيته حول تسخير الابتكار الاجتماعي لدفع عجلة التنمية المستدامة.

في كلمة ألقاها ضمن برنامج اليوم الأول، شدد جاستن موندي، رئيس مركز إرثنا، على أهمية توحيد الأصوات العالمية لمواجهة تحديات الاستدامة المشتركة، لا سيما ما يتعلّق بالحاجة الملحّة إلى إعادة تصوّر تمويل المناخ. وقال: "تأتي قمة إرثنا لهذا العام في لحظة حاسمة تربط بين مؤتمر الأطراف COP29 وCOP30. هي أكثر من مجرّد تجمّع؛ إنّها محفّز للعمل. ومن خلال الجمع بين أصحاب المعرفة والمبتكرين وصنّاع القرار، نعمل على خلق مساحة تلتقي فيها الأفكار وترتقي لتتحوّل إلى حلول ملموسة".

بدوره، أيّد الدكتور غونزالو كاسترو دي لا ماتا، المدير التنفيذي لمركز "إرثنا"، هذا الطرح قائلاً: "إنّ ما يجمع المشاركين في قمة إرثنا هو تشاركهم التحديات، والطموحات، والالتزام بتحقيق أثر ملموس. وإننا نأمل -من خلال توفير منصة تدعو إلى الحوار- في بناء إرث دائم من الاستدامة تتناقله الأجيال القادمة".

كذلك استضافت قمة "إرثنا" مؤتمر الشبكة الدولية لأعمال البناء التقليدي والفن المعماري والمدني (INTBAU) – قطر، الذي جمع خبراء عالميين حول موضوع استكشاف التنمية الحضرية من خلال العمارة التقليدية.

قرية "إرثنا": الاستدامة المتجذّرة في التقاليد المحلية

ومع اقتراب اختتام اليوم الأول، عاد الحياة إلى قلب هذه القمة مع افتتاح قرية "إرثنا". وقد شهدت جلسات "الأغورا" في مركز القرية مشاركة نخبة مميزة من المتحدثين، من بينهم الدكتور داميلولا اس. أولاوي، الأستاذ والعميد المشارك للبحوث وأستاذ كرسي اليونسكو في القانون البيئي والتنمية المستدامة بجامعة حمد بن خليفة، إضافة إلى مصور الحياة البرية ومقدم البرامج حمزة ياسين، و شارلين روتو، الناشطة في مجال التغير المناخي من مؤسسة من مؤسسة سماشس الخيرية. وقد شهدت هذه الجلسات حوارات مفتوحة حول مستقبل مستدام متجذر في السياقات الثقافية والتجارب الحياتية.

وشارك الحضور في ورش عمل تفاعلية ومعارضَ، استكشفوا من خلالها التقنيات التقليدية لحفظ المياه، وأساليب التبريد الطبيعي، وممارسات الحياكة والزراعة المتوارثة. وقد وفّرت القرية مساحة لاكتشاف مدى إمكانية تأثير المعرفة التقليدية في استلهام الحلول المستقبلية.

تستمر فعاليات قمة "إرثنا" 2025 غدًا في يوم ثانٍ مفعم بالحوارات والجلسات والكلمات الرئيسية، حيث سيواصل المشاركون استكشاف تقاطعات أعمق بين الثقافة والمناخ والابتكار، بهدف بناء زخم جماعي نحو مستقبل أكثر استدامة، يستند إلى التقاليد والابتكار على حدّ سواء.

أبحاث وتقارير تم الكشف عنها في اليوم الأول من قمة "إرثنا" 2025

شهدت فعاليات اليوم الأول من قمة "إرثنا" إصدار عدد من الأبحاث والمنشورات السياساتية المهمة التي ترتكز على الاستدامة والإشراف البيئي، ومن بينها:

  • " دلائل الطبيعة": تقرير مشترك بين مركز "إرثنا" وكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، يستكشف الروابط بين الطبيعة والسيميائية والروحانية، ويدعو إلى تعزيز الأخلاقيات البيئية التي تستند إلى الإيمان والعلم.
  •  "نحو تطوير إطار الاستدامة في قطر": أعده كل من مركز "إرثنا"، و"Wealth Fair Economics"، وكلية إدارة الأعمال بجامعة ساسكس، ويقدّم مفهوم "الثروة الشاملة" كأساس للتنمية المتوازنة.
  •  إستراتيجيات خفض انبعاثات الكربون في قطر - ملف سياسات مشترك من إعداد "إرثنا" ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، يبحث في استراتيجيات تقليل الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
  •  موجز إرثنا بعنوان "بيئة قطر: التقييم والتوصيات": يقيّم المشهد البيئي في قطر ويطرح توصيات عملية لتعزيز جهود الاستدامة.
  •  وأخيرًا، تقرير "إرثنا" بعنوان "المعارف التقليدية في إدارة الموارد المائية"، الذي يسلّط الضوء على ممارسات تقليدية في إدارة المياه من سلطنة عُمان، وإسبانيا، وبيرو، وإثيوبيا، مبرزًا دورها في تعزيز المرونة المناخية.

-انتهى-

 

نبذة عن مركز "إرثنا"

"إرثنا" مركز غير ربحي ينصب تركيزه على بحوث السياسات والمناصرة، أنشئ تحت مظلة مؤسسة قطر بهدف وضع نهج واضح لتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز الازدهار.

يعمل المركز على تعزيز الاستدامة في قطر والدول ذات المناخ الحار والجاف، مع تركيزه على مجالات متنوعة مثل الاستدامة والاقتصاد الدائري وانتقال الطاقة وتغير المناخ والتنوع البيولوجي والمدن المستدامة والتخطيط العمراني والتعليم والأخلاق والعقيدة. يسعى المركز أيضاً إلى تعزيز التعاون بين الخبراء والباحثين والمنظمات الحكومية وغير الحكومية والشركات والمجتمع المدني وصناع السياسات والقرارات، بهدف تطوير حلول مبتكرة تساهم في إحداث تغييرات إيجابية.

يقوم مركز "إرثنا" بتطوير وتجربة حلول مستدامة وسياسات مدعومة بالبيانات لقطر والمناطق الحارة والجافة، مع الاستفادة من إمكانيات المدينة التعليمية كقاعدة اختبار للتقنيات والممارسات المستدامة. و يلتزم المركز بدمج التفكير العصري مع المعرفة التقليدية، مساهماً في رفاهية المجتمع من خلال خلق إرث مستدام ضمن بيئة طبيعية مزدهرة.

لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني: earthna.qa

للاطلاع على أبرز مستجداتنا، يمكنكم زيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي: Instagram, Facebook, X وLinkedIn

للاستفسارت الإعلامية يمكنكم التواصل مع: rim.zrein@teneo.com

 

مؤسسة قطر – 30 عاماً من إطلاق قدرات الإنسان

مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي منظمة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرتها نحو بناء اقتصاد متنوع ومستدام. وتسعى المؤسسة لتلبية احتياجات الشعب القطري والعالم، من خلال توفير برامج متخصصة، ترتكز على بيئة ابتكارية تجمع ما بين التعليم، والبحوث والعلوم، والتنمية المجتمعية.

تأسست مؤسسة قطر في عام 1995 بناء على رؤية حكيمة تشاركها صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تقوم على توفير تعليم نوعي لأبناء قطر. وعلى مدى ثلاثة عقود تطورت هذه الرؤية لتصبح نظام معرفة عالمي متفرد متعدد التخصصات، يشجع الابتكار ويوفر فرص التعلم مدى الحياة لأفراد المجتمع، لتمكينهم من المنافسة في بيئة عالمية، والمساهمة في تنمية وطنهم.

يضم هذا النظام المتنوع والمترابط منظومةً تعليميةً عالمية المستوى تغطي جميع مراحل التعلم، من مرحلة ما قبل المدرسة إلى مرحلة ما بعد الدكتوراه، ومراكز بحث وابتكار وسياسات تُعالج بعضاً من أكبر التحديات التي تواجه العالم، فضلاً عن مرافق مجتمعية تُتيح للأفراد من جميع الفئات العمرية البحث عن المعرفة وتبني أنماط حياة نشطة وتوسيع آفاقهم، وذلك ضمن المدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر، الممتدة على مساحة 12 كيلومتراً مربعاً في الدوحة، قطر.

تركز مؤسسة قطر جهودها على إحداث تأثير إيجابي في خمسة مجالات رئيسية: التعليم المتقدم، والاستدامة، والذكاء الاصطناعي، والرعاية الصحية الدقيقة، والتطور الاجتماعي، وهي تُواصل التزامها، كما دأبت على مدى الثلاثين عاماً الماضية، بالاستثمار في دولة قطر وأبناء شعبها، والمساهمة في بناء عالم أفضل للجميع.

للاطلاع على مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يُرجى زيارة الموقع الإلكتروني http://www.qf.org.qa

للاطلاع على أبرز مستجداتنا، يمكنكم زيارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي: Instagram, Facebook, X  وLinkedIn.

للاستفسارات الإعلامية، يرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa