من جوزيف مين وجيم فينكل

سان فرانسيسكو 21 يونيو حزيران (رويترز) - قال مسؤولو أمن تنفيذيون في القطاع الخاص ومستشارون للحكومة في الولايات المتحدة إن الحكومة الصينية ملتزمة على ما يبدو بالتعهد الذي قطعته على نفسها في سبتمبر أيلول بالتوقف عن دعم القرصنة على الأسرار التجارية الأمريكية لمساعدة الشركات هناك على المنافسة.

وقالت شركة فاير آي الأمريكية لأمن الشبكات المعروفة بالتصدي لعمليات القرصنة الصينية المتطورة في تقرير نشر في ساعة متأخرة أمس الاثنين إن الاختراقات التي تنسب لمجموعات موجودة في الصين انخفضت بنسبة 90 بالمئة خلال العامين الماضيين. وأضاف التقرير أن أكبر انخفاض جاء الصيف الماضي في الفترة التي سبقت توقيع الاتفاق الثنائي.

واشتهرت وحدة مانديانت التابعة لشركة فاير آي في 2013 باتهام وحدة محددة في جيش التحرير الشعبي الصيني بتنفيذ حملة كبيرة للتجسس الاقتصادي.

وقال كيفن مانديا مؤسس الوحدة الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي لفاير آي الأسبوع الماضي في مقابلة إن عدة عوامل على ما يبدو تقف وراء هذا التحول. وأشار إلى الإحراج الذي سببه تقرير مانديانت عام 2013 وما أعقب ذلك في العام التالي من توجيه الاتهام لضباط في جيش التحرير الشعبي من نفس الوحدة التي كشفتها مانديانت.

وقال المدعون إن من بين الضحايا يو.إس ستيل وألكوا ووستنجهاوس إليكتريك. كما أشار مانديا إلى التلويح قبيل توقيع الاتفاق بأن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على مسؤولين وشركات في الصين.

وقالت فاير آي إن الاختراقات الصينية لبعض الشركات الأمريكية تواصلت وإن هناك اختراقين على الأقل حدثا في عام 2016. لكن على الرغم من أن القراصنة قاموا بتنصيب ما يسمي ببرامج "الأبواب الخلفية" للسماح بالتجسس الإلكتروني في المستقبل قالت الشركة إنها لم تجد أي أدلة على سرقة بيانات.

وقالت لورا جالانت المحللة لدى فاير آي إن الشركتين اللتين تعرضتا لقرصنة إلكترونية لديهما عقود مع الحكومة وأضافت أن من الواضح أن عمليات الاختراق كانت تستهدف جمع معلومات عن مسؤولين حكوميين أو عسكريين أو مشروعات وهو ما ظل متاحا بعد اتفاق سبتمبر أيلول.

وقالت فاير آي وغيرها من شركات أمن المعلومات إنه بينما قلص القراصنة المدعومون من قبل الحكومة الصينية عمليات سرقة الملكية الفكرية الأمريكية فإنهم زادوا عمليات التجسس على الأهداف السياسية والعسكرية في دول ومناطق أخرى من بينها روسيا والشرق الأوسط واليابان وكوريا الجنوبية.

وقال أدم مايرز نائب رئيس شركة كراودسترايك لأمن المعلومات في مقابلة إن شركته رصدت زيادة عدد القراصنة المدعومين من الحكومة الصينية ممن يتجسسون خارج الولايات المتحدة خلال العام الماضي.

وأضاف أن العمليات شملت أهدافا عسكرية روسية وأوكرانية وجماعات سياسية هندية وقطاع التعدين في منغوليا.

وقالت فاير آي وكراودسترايك إنهما واثقتان من أن هذه الهجمات نفذتها الحكومة الصينية مباشرة أو نفذها متعاقدون معينون نيابة عنها.

وقال كيرت باومجارتنر الباحث في شركة كاسبرسكاي لاب الروسية لبرامج الأمن الإلكتروني إن هناك موجة من نشاط التجسس الجديد على شركات التكنولوجيا ووكالات الحكومة الروسية منذ نهاية العام الماضي بالإضافة إلى أهداف في الهند واليابان وكوريا الجنوبية.

وأشار إلى أن تلك المجموعات تستخدم أدوات وبنية تحتية تعتمد على رموز اللغة الصينية.

وقال إن من بين تلك المجموعات مجموعة تحمل اسم ميراج أو ايه.بي.تي 15 أنهت على ما يبدو موجة هجمات إلكترونية على قطاع الطاقة الأمريكي وتركز الآن على أهداف حكومية ودبلوماسية في روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.

(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير إسلام يحيى)