27 06 2016

بعضهم اعتبرها فرصة ذهبية للاستثمار في العملات والأسهم والأراضي البريطانية

الموسى: السوق البريطاني بحاجة لفترة مناسبة لترتيب أوضاعه وتحديد أولوياته .

الشريعان: الارتباط بين سوق لندن وبورصات المنطقة نفسي أكثر منه واقعي

دروسين: الوقت الحالي فرصة ذهبية للاستثمار في الأسهم والعملات والعقارات البريطانية

تكبدت اسواق المال الخليجية خسائر متباينة امس متأثرة بتداعيات الخروج البريطاني من الاتحاد الاوروبي وتراوحت الخسائر من 1 في المئة في السوقين الكويتي والسعودي الى 3?2 في المئة في سوق دبي - ومن المتوقع ان تستمر هذه التداعيات والتأثيرات السلبية على هذه الاسواق لعدة جلسات متتالية لارتباطها النفسي بالاسواق الاوروبية التي من المتوقع ان تواصل خسائرها في تداولات اليوم. وطالب عدد من المحللين عبر "السياسة" المسؤولين التدخل من خلال اصدار تصريحات مطمئنة للمتداولين لاثبات ان الحكومة مستعدة لاتخاذ الاجراءات الكفيلة عند اشتداد الازمة وتقديم كل الدعم الممكن لكن للاسف لم نسمع الى الان اي تصريحات حكومية كما هو الحال في الامارات والسعودية اللتين اكدتا انهما تراقبان الوضع عن كثب، وسيد عمان الاسواق في حالة زيادة حدة الازمة خصوصاً ان الخسائر حتى الان تتراوح بين 3%

وفيما يلي التفاصيل:
 
قال رئيس مجلس الإدارة في البنك التجاري الكويتي علي الموسى ان تداعيات انفصال بريطانيا على الاتحاد الاوروبي ضخمة وعميقة والدليل على ذلك تراجع غالبية البورصات الخليجية امس على وقع الاحداث, مشيرا الى ان السوق البريطاني سوق تقليدي ذا تاريخ طويل ومحمل بالاحداث والاستثمارات الخليجية والعالمية سواء للحكومات او للافراد ولهذا فإن بريطانيا بحاجة الى فترة مناسبة لترتيب اوضاعها وفقا للمستجدات الحادثة حيث ان الانفصال له تبعات عديدة ومتشعبة سلبية وايجابية ولكن في النهاية ارى ان المصالح والعلاقات بين الدول هي الفيصل في تحديد الاولويات.
 
واضاف الموسى "هناك من يرى ان الانفصال فرصة جيدة لبروز الاسواق الخليجية على السطح لتحل محل اسواق اوروبا ولكن هذا غير صحيح ولاسيما ان اوروبا وبريطانيا نسيج واحد ويصعب انفصالهما بشكل قطعي في ظل العلاقات التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الممتدة لسنوات, لافتا الى ان اسواق الخليج مهما تضخمت سيولتها وزادت امكاناتها المادية الا ان اسواقها محدودة الى حد ما حيث لها طبيعتها وهيكلها الخاص الذى لا يتلاءم بسهولة مع بعض الدول في الخارج , مؤكدا ان التداعيات ستتجلى تدريجيا على مدى الشهور المقبلة ولكن الامر يحتاج الى التمهل والتريث والتأني في اتخاذ القرارات وتحديد التداعيات التي ستمتد الى دول العالم كلها وليس منطقة بعينها.
 
من جانبه قال المحلل المالي فهد الشريعان ان تراجع البورصات الخليجية امس واغلاقها جميعا في المنطقة الحمراء وبخسائر تتراوح ما بين (1 - 3 %) بسبب تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لاسيما ان الارتباط نفسي اكثرمن واقعي بين أسواق المال الخليجية والاوروبية خصوصا السوق الكويتي. واضاف الشريعان انه من الطبيعي ان يحدث هذا الهبوط الواضح لكن من غير المقبول استمرار هذا الوضع واستمرار الاغلاقات الحمراء لبورصات الخليج خلال تداولات جلسات الاسبوع الحالي.

فمن المفترض أن تكون الأسواق قد استقبلت الصدمة وامتصتها ولا يوجد من داعٍ لاستمرارها خصوصا بعد التدخلات الايجابية للمسؤولين الخليجيين لطمأنة المواطنين حيث اكد بعض المسؤولين في السعودية والامارات ان سوق تداول السعودية وبورصتي دبي وابوظبي امنتان ولن يحدث لهما اي انهيارات او تراجعات حادة اما التراجعات التي حدثت بالامس فلن تتكرر كثيرا وان احتاج الامر لتدخل حكومات هاتين الدولتين. ومن جهة اخرى نجد انه لم يخرج اي مسؤول كويتي لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين. لذا فإن السوق المحلي معرض لازمة اكثر ان لم تطمئن الحكومة المتداولين وكان من المفترض ان يصدر بيان رسمي يؤكد ملاءة السوق الكويتي وعلى هيئة الاستثمار ان تؤكد ان الاستثمارات الكويتية خارج دائرة الازمة ولن تخسر خسائر كبيرة.

الى ذلك قال الخبير المصرفي موسي درويش ان ردة فعل الانفصال ستتجلى نتائجها عقب 6 أشهر من الان , مشيرا ان فئة العمالة البريطانية على قائمة الشرائح المستفيدة بشكل كبير من عملية الانفصال لاسيما عقب خروج العمالة الوافده المهاجرة التي جاءت من الخارج وساهمت فى تدني كلفة الايدى العاملة فى بريطانيا . واضاف « تشير المؤشرات والمعطيات المبدئية والتقارير الاقتصادية الصادرة مؤخرا الى حدوث انخفاض فى أسعار الاراضي والعقارات البريطانية خلال الفترة المقبلة , لافتا الى ان المؤشرات الاقتصادي والصناديق الاستثمارية ستهبط الى 11 % على الاقل. وقال درويش إن الوقت الحالي مناسب للاستثمار فى بريطانيا حيث انخفاض اسعار الاسهم والعملات والعقارات , وان الاستثمار الافضل يكون وقت الازمات, لافتا الى ان الدفة حاليا ستتجة الى المانيا حيث انها ستصبح وحدها في الواجهه وستتحمل بمفردها دعم الاتحاد الاوروبي «المريضة» ما يعد وعبئا جديدا.

اشار الى ان التداعيات عميقة وكبيرة ولكنها ستكون محمودة لاسيما وان بريطانيا دولة قوية تتمتع بإقتصاد متين وامكانيات بشرية وادارية كبيرة ما سيحد من التداعيات السلبية للانفصال الذي سيؤثر بشكل جلي على الاتحاد الاوروبي ودوله .
 
ومن جهة قال المحلل المالي عبدالله المنصور ان المتداولين في اسواق المال الخليجية وقعوا تحت تأثير الصدمة البريطانية ودب الخوف في قلوب المضاربين لذلك كان البيع سيد الموقف في السوق وزاد التراجع في منتصف الجلسة الى ما يزيد عن 90 نقطة وقبيل الاغلاق تراجعت الخسائرواغلق المؤشر السعري عند 60 نقطة فقط.

واضاف المنصور أنه من المحبط ان تتعامل البورصة الكويتية بشكل مباشر مع الاحداث السلبية العالمية ولكنها لا تحقق اي ارتفاعات تذكر. وبين المنصور ان التداولات الخليجية اليوم الاثنين ستنتظر ما ستؤول اليه افتتاحات واغلاقات الاسواق العالمية مثل سوق سيدني وبعضهم الاسواق الاسيوية مثل السوق الصيني والياباني والماليزي وبعدها سنلاحظ اداء السوقين السعودي والاماراتي وعلى ضوء هذه المعطيات سينعكس اداء هذه الاسواق على البورصة الكويتية وعلى هذا الاساس سيضارب المتداولون في السوق واتمنى الابتعاد عن مسلسل البيع الجماعي الذي يحدث بشكل دائم مع جميع الازمات المالية الاقليمية والعالمية.

© Al-Seyassah 2016