20 06 2016

زيارة ولي ولي العهد لأميركا تمهد لأقوى التحالفات في الصناعة العسكرية

 

يترقب الصناعيون في العالم ما تثمر عن زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع للولايات المتحدة الأميركية من توقعات وشيكة لبزوغ شراكات صناعية سعودية اميركية تتجه نحو حقبة جديدة مذهلة من النمو والتطور اللافت في مناحي صناعية ذات ثقل استراتيجي غير مسبوق تشمل الصناعات العسكرية والصناعات التكنولوجية المبتكرة المتخصصة، فضلاً تعزيز حجم التحالفات الصناعية الضخمة القائمة حالياً في قطاع صناعة المشتقات النفطية والصناعات البتروكيماوية والتكريرية والطاقة والغاز والتي يقدر حجم استثماراتها بأكثر من 500 مليار ريال.

رئيس داو لـ«الرياض»: مشروع صدارة يمثّل أكبر التحالفات الصناعية السعودية - الأميركية في العالم

أهم التحالفات الصناعية السعودية الاميركية

وتتمركز أضخم وأهم التحالفات الصناعية السعودية الاميركية التكريرية والبتروكيماوية والتعدينية في المدن الصناعية الجبيل وينبع ورأس الخير، وتحتضن أيضاً مشاريع جديدة حيث نجحت بجذب أكبر الشركات الأميركية في العالم نفوذا في تلك الصناعات وامتلاك تقنياتها وأبرزها شركات داو، وشل، وشيفرون فليبس، وإكسون موبيل، وهنتسمان وغيرها في استثمارات سعودية أميركية تعد الأضخم من نوعها عالمياً على الاطلاق في تحالفات ضخمة مع أرامكو وسابك ومعادن وشفرون فليبس السعودية وسبكيم والتصنيع والعديد من الصناعات التحويلية فضلاً عن شركة بكتل التي تمثل أكبر التحالفات المستدامة في تخطيط وتصميم وبناء وتطوير قلعتي الصناعة الجبيل وينبع ومساهمتها الحالية في مشاريع توسعية في الجبيل2 بتكلفة قدرتها بكتل بأكثر من 22.5 مليار ريال ما يعادل 6 مليارات دولار.

مباحثات سعودية - أميركية لصناعات تحويلية تعظم القيمة المضافة لموارد المملكة

ويتزعم أكبر وأضخم الاستثمارات الاميركية مشروع شركة صدارة للكيميائيات المشترك لأرامكو السعودية مع شركة داو كيميكال كومباني التي دشنت باكورة انتاج مصانعها البالغ عددها 26 مصنعاً كيميائياً في مجمعها الضخم بالجبيل 2 الذي يعد أكبر مجمع للكيميائيات في العالم بمنتجات جديدة لأول مرة تنتج في الشرق الأوسط بطاقات هائلة تبلغ 3 ملايين طن متري سنويا دفعة واحدة من المنتجات الكيميائية والبلاستيكية الخام وبحجم استثمارات ضخمة بتكلفة 75 مليار ريال (20 مليار دولار أميركي) كأضخم استثمار من نوعه يضخ لمشروع واحد في العالم. ويسعى الشركيان إلى تحقيق إيرادات سنوية تبلغ نحو 37.5 مليار ريال (ما يعادل 10 مليارات دولار) خلال بضع سنوات من تشغيلها، مع تحقيق إجمالي ربح مؤكد بمقدار 1.875 مليار ريال (ما يعادل 500 مليون دولار) للشريكين في المجمع.

زيادة طاقة إنتاج الغاز في المملكة لـ 15 بليون قدم مكعب قياسي في اليوم لجذب إقامة صناعات سعودية - أميركية جديدة

تحالف أرامكو وداو

وسبق ان وصف رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "داو كيميكال" الاميركية، أندرو ليفريس، في حديث لـ"الرياض" تحالف أرامكو وداو بالتاريخي بين عملاقي النفط والتكرير والبتروكيماويات مبيناً بأن شركتي ارامكو وداو تكتنزان ثروات ومدخرات هائلة من المواد الهيدروكربونية والخام والتقنيات المحتكرة التي تمكنهما من المضي قدما للعديد من المشروعات العملاقة القادمة في ظل قوة التحالف بين الجانبين في مشاركات غير مسبوقة، مشيراً إلى بأن خلال رحلة العملية الممتدة نحو 40 عاماً من العمل في داو لم ير مشروعاً بحجم ضامة هذا المشروع مع أرامكو لا من ناحية ضخامة حجم الاستثمارات فيه ولا من ناحية حجم ضخامة مصانع بعدد 26 مصنعاً، 14 مصنعاً منها تنتج منتجات تصنع لأول مرة في المملكة منها أول مصانع بالمملكة لإنتاج الأيزوسيانات والبوليولز (البولي يوريثان)، في وقت تعتبر صدارة أول شركة كيميائيات في دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم النافثا كلقيم خام في مصانعها، مما يمهد لظهور مواد كيماوية جديدة تستخدم في العديد من تطبيقات الصناعات التحويلية وخلق منتجات وسيطة جديدة. وذكر بأن خبرات ارامكو وداو اقترنت في إنتاج المواد الهيدروكربونية، والتكرير وإنتاج مواد كيميائية ذات قيمة عالية بطاقة 3 ملايين طن متري سنويا من المنتجات الكيميائية والبلاستيكية الخام التي تنتج لأول مرة بالمملكة والخليج من خلال تقديم حافظة جديدة من المنتجات الفريدة والمبتكرة، واستخدام أحدث التقنيات، حيث تتطلع صدارة للريادة في إضافة سلسلة جديدة من القيم المضافة للصناعات التحويلية، مما يساهم في تغيير المشهد الحالي لصناعة الكيميائيات في المملكة وخلق آلاف الفرص الوظيفية.

إنتاج الالمنيوم

وكذلك الحال في انتاج الالمنيوم يدخل الجانب الأميركي بثقل وثقة متناهية في مجمع (معادن) للألمنيوم في رأس الخير الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم بتكلفة (40.5) مليار ريال، وتمتلك شركة التعدين العربية السعودية معادن نسبة 74,9% من مجمع الألمنيوم وشركة الكوا الاميركية نسبة 25,1%، ويعتبر أكبر مشروع متكامل من المنجم إلى الدرفلة لإنتاج الالومنيوم مدعماً باستفادة المشروع من موارد البوكسايت في المملكة لإنتاج وبيع الالومنيوم في السوق المحلي والعالمي وكذلك تسهيل تطوير الصناعات التحويلية المحلية في المملكة. وقد نجحت معادن في الإنتاج التجاري والتسويق لمختلف أسواق العالم مع خطط معادن المنبثقة من سياسة حكومة المملكة الداعية بضرورة الاستفادة من ثروات المملكة الهائلة من مدخرات الالمنيوم والعمل على إقامة تجمعات صناعية تحويلية بالقرب من موقع مجمع معادن للألمنيوم الامر الذي دفع المستثمرين العالميين للتفكير والتخطيط لانتزاع فرص استثمارية وبناء مصانع تحويلية يتوقع أن يبلغ حجم استثماراتها 100 مليار ريال.

وفي نفس المنحى دخلت شركة شيفرون فيليبس بقوة تنافسية هائلة في صناعية العطريات والبتروكيماويات بالمملكة في مشاركة الأول من نوعها في تضامنها مع القطاع الخاص السعودي من خلال مجمع شركة شيفرون فليبس السعودية للبتروكيماويات بالجبيل الصناعية الذي يضم مصانع أساسية وتحويلية بحجم استثمار تجاوز 26 مليار ريال.

مصفاة "ساسرف"

ويدخل الجانب الأميركي أيضاً عبر شل في أكبر التحالفات مع ارامكو في مشروع مصفاة "ساسرف" بحجم استثمار يقدر بنحو 10 مليارات ريال وتعتبر من بين أكبر المصافي العالمية إنتاجاً، بطاقة 305 آلاف برميل يومياً من مشتقات النفط عالية الجودة من خام الزيت العربي الخفيف والغاز الطبيعي، الذي يتم استيراده من أرامكو السعودية وتقوم "ساسرف" بإنتاج مشتقات نفطية تشمل غاز البترول المسال والكبريت، وتصدرهما إلى ارامكو السعودية، والبنزين العطري تصدره إلى الشركة السعودية للبتروكيماويات "صدف" حيث نتج عن هذه المشاركة القوية ترسيخ وضع المصفاة التنافسي وترتيبها من بين أفضل 10 مصافٍ في العالم في ظل وجود خطط لزيادة إنتاجيتها وأرباحها.

مشروع "موتيفا إنتربرايز"

في حين تسعى شركة أرامكو لتعزيز تواجدها بمصافيها في الولايات المتحدة الأميركية بمنافسة قوية في مشروع "موتيفا إنتربرايز" المشروع المشترك للتكرير والتسويق في مدينة هيوستن، بولاية تكساس الأميركية، والمملوكة مناصفة بين شركة التكرير السعودية التابعة لأرامكو السعودية وإحدى الشركات التابعة لشركة شل أويل، حيث انجزت توسعة ضخمة أضافت 325 ألف برميل في اليوم وبتكلفة بلغت نحو 7 مليارات دولار، حيث تعالج المصفاة بعد التوسعة قدرة 6 ملايين جالون من الجازولين، بالإضافة إلى 3.4 ملايين جالون من الديزل منخفض الكبريت و1.3 مليون جالون من وقود الطائرات، في وقت تعد المصفاة أكبر مزود للبنزين في أميركا عبر شبكة تزيد على 8900 محطة بنزين في الولايات الأميركية الشرقية والجنوبية.

إنتاج الغاز

فضلاً عن المشاريع الضخمة لأرامكو التي تنفذها الشركات الاميركية حيث تسعى أرامكو لزيادة طاقة إنتاج الغاز في المملكة إلى ما يقارب 15 بليون قدم مكعب قياسي في خلال عام 2016، مقارنة بنحو 7.7 بلايين قدم مكعبة قياسية في عام 2002. ونجحت المملكة بتشييد أكبر شبكة تكرير في الشرق الأوسط ويتوقع أن تصل طاقتها بحلول عام 2016م إلى 3.5 ملايين برميل في اليوم.

فيما تتجه أيضاً التحالفات الصناعية السعودية الاميركية إلى آفاق رحبة جديدة في الصناعة البتروكيماوية الداعمة للصناعات التحويلية وأبرزها التحالف الضخم بين سابك وحليفتها شركة إكسون موبيل الاميركية اللتين أطلقتا في شركة الجبيل للبتروكيماويات "كيميا" التابعة لسابك في الجبيل الصناعية مشروع منشأة اللدائن المتخصصة في الشركة كمصنع مدمج على نطاق عالمي لإنتاج ما يصل إلى 400 ألف طن سنويا من المطاط وبتكلفة بلغت 12 مليار ريال.

وتتجه الأنظار لترقب إطلاق صناعات عسكرية سعودية أميركية ضمن رؤية المملكة 2030 لخدمة قطاع القوات المسلحة وتلبية متطلباته في ظل وفرة المواد الخام في المملكة وتقنيات التصنيع المبتكرة من البلاستيكيات الهندسية المبتكرة والبوليمرات والبتروكيماويات والمواد الكيماوية إضافة إلى استخدام أنواع متعددة من الحديد الذي تنتجه المملكة بطاقات أكثر من 8 ملايين طن متري سنوياً من مختلف أنواع وخام الحديد التي يمكن استخدامها في الصناعات العسكرية بمشاركة مصانع الأسلحة الأميركية.

صناعات عسكرية

ومن المنتظر بزوغ صناعات عسكرية سعودية أميركية منها نقل وتوطين تقنيات وصناعات متقدمة في مجال الطائرات العسكرية والمدنية، والأقمار الصناعية، والرادارات، والطاقة النظيفة، حيث يجري العمل حالياً على تأسيس شركة سعودية بالشراكة بين شركة تقنية للطيران وشركة سايكروسكي الأميركية لغرض تطوير وتصنيع وإنتاج الطائرة العمودية متعددة الأغراض نوع بلاك هوك في المملكة. وسوف تسهم هذه الشركة في نقل تقنية وصناعة الطائرات العمودية للمملكة، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في تخصصات علوم وتقنية الطيران، والاستفادة من خبرات شركة سايكروسكي الأميركية والشركات المصنعة لأجزاء الطائرات، وأيضا نقل التقنيات والمعرفة المصاحبة إلى الشركات السعودية المتخصصة.

إضافة إلى محاولة جذب الشركات الأميركية للتحالف في صناعة وإنتاج طائرات النقل المتوسط والثقيل متعددة الأغراض في المملكة وتسويقها عالمياً إضافة إلى طائرات المروحية التي يحتاجها القطاعين العسكري والمدني، بالإضافة إلى تسويقها عالميا، وتطوير طائرات الشحن للقيام بالعديد من المهام اللوجستية بما في ذلك نقل المعدات العسكرية والجنود، ومهام الإخلاء الطبي، والاستطلاع الجوي والبحري.

وتركز خطط التحول في الصناعات العسكرية على التحالفات الاميركية ومنها تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية الفضائية وشركة ديجيتال قلوب الأميركية لغرض تصنيع وتسويق مجموعة من الأقمار الصناعية الصغيرة المخصصة للاستطلاع بالتصوير الفضائي. وكذلك تأسيس شركة سعودية بين شركة تقنية الدفاع والأمن وشركة أسلسان التركية لغرض تطوير وتصنيع وتسويق معدات وأنظمة الحرب الإلكترونية والرادارات والكهرو بصريات في المملكة.

© صحيفة الرياض 2016