21 08 2016

المعارض بوابة رصد الفرص فــــــي مختلف مجـالات الأعــمال

أكد مركز دبي التجاري العالمي أن الفعاليات التجارية والمتخصصة (من معارض ومؤتمرات) تعتبر من أهم أدوات جذب الاستثمارات إلى الدولة والمنطقة، كما تعد أحد أهم أدوات تنشيط الأسواق.
 
حيث تبدأ منها الخطوة الأولى للمستثمر في التعرّف على إمكانات مدينة دبي والإمارات بشكل عام ورصد الفرص الاستثمارية بصورة أكثر وضوحًا قبل اتخاذ القرار بإقامة مقر لشركته ومزاولة عمله ثم التوسع بفتح فروع أكثر داخل الدولة ثم المنطقة في مرحلة تالية بحسب أحمد الخاجة النائب الأول للرئيس في المركز.

وقال الخاجة في تصريحات لـ«البيان الاقتصادي» إن المعارض التجارية هي قاطرة التنمية وتعتبر رافداً حيوياً لاقتصاد دبي، مشيراً إلى أنها تُعدّ منصة مهمة تجمع جميع العاملين في كل صناعة من موردين ومستوردين ومنتجين وتجار وخبراء وصُنّاع قرار وتنفيذيين، وتسهم هذه اللقاءات في توقيع صفقات ضخمة وبدء علاقات تجارية مهمة بين المصنعين والموزعين والتجار داخل الدولة وخارجها.

وتابع: بفضل عوامل الجذب العديدة التي تمتلكها دبي، والتي تعمل باستمرار على تعزيزها كالبنية التحتية المتقدمة في الطرق والمواصلات والاتصالات، والمنشآت الخدمية، ومرافق المكاتب الراقية والحديثة، والخدمات اللوجستية والإعفاءات الضريبية، وسهولة بدء الأعمال التجارية ومرونة التشريعات ووضوحها، فإن دبي تواصل صعودها في التصنيفات العالمية وفقاً للخاجة.

وتُعد دبي حاليًا وجهة مالية وتجارية وسياحية رائدة في المنطقة، كما تكتسب ميزة إضافية لقربها الجغرافي من أسواق الدول النامية والأسواق الناشئة في شمال وجنوب إفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وبلدان كومونولث الدول المستقلة، وهي من عوامل الجذب الأكثر أهمية للمستثمرين الراغبين في توسعة أعمالهم في المنطقة عبر دبي.

فوائد

وأوضح الخاجة أن كل مشارك دولي يأتي من خارج الإمارات للمشاركة في الفعاليات التي تُقام في المركز إنما هو زائر، يُسهم بإنفاقه في تحفيز حركة الأعمال والتجارة ويستفيد منه القطاع السياحي، بما في ذلك الطيران والفنادق وعوامل الجذب المتنوعة الأخرى في أنحاء المدينة، ويُحقّق إنفاقه أثرًا مضاعفًا في الناتج المحلي، كما يمتد اثره إلى خارج الدولة أيضًا.
 
وقد لُوحظ أن المشاركين الدوليين في الفعاليات التجارية التي نظمها واستضافها المركز عام 2015 أقام كل منهم في الإمارة 6 أيام في المتوسط، وأنفق حوالي 8,268 درهمًا خلال فترة زيارته، وهو ما يُعادل 9 أضعاف متوسط إنفاق المشارك المقيم داخل دولة الإمارات.

وأضاف: تؤكد النتائج التي يحققها مركز دبي التجاري العالمي أهمية المعارض والفعاليات التجارية في تحفيز حركة الأعمال والتجارة والاستثمار على المستويين المحلي والإقليمي، إذ إن اجتذاب هذا العدد من رجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب القرار من خارج الدولة يُسهم في زيادة سفرهم بين دبي ودول المنطقة خلال فترة الفعاليات من أجل إجراء اللقاءات مع نظرائهم والاجتماع مع ممثليهم وعملائهم الحاليين والمحتملين، كما يدفع إلى مزيد من الإنفاق على جميع الخدمات المرتبطة بصناعة المعارض والتي تصب في شرايين مختلف القطاعات الاقتصادية.

صفقات

ولفت النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي إلى أن المعارض التجارية المتخصصة، والفعاليات العالمية الكبرى التي تستضيفها دبي تلعب دورًا مهمًا بجمعها المتخصصين من مختلف دول العالم في كل صناعة تحت سقف واحد، وهو ما يجعل منها ملتقى مهما بالنسبة للمنتجين الباحثين عن توسعة أعمالهم وعرض منتجاتهم أمام الوفود التجارية وكبار التجار، والمستثمرين وكبار المسؤولين والوزراء وأصحاب القرار من أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، كما يتيح الفرصة أمامهم لتوقيع الصفقات التجارية الكبرى مع المتخصصين وأصحاب القرار وتجار الجملة والموزعين من مختلف الجنسيات والمناطق وبيع منتجاتهم وخدماتهم في أسواق الدول المختلفة. وكذلك تلعب المعارض التجارية المتخصصة دورًا حيويًا في إبراز أهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي المتميز للمدينة وتوسّطها بين قارات العالم.

وقال: تُسهم الخدمات اللوجستية المتطورة من طرق ووسائل نقل وتخزين وشركات شحن، وموانئ وشركات متخصصة ذات خبرة كبيرة في هذا المجال في تعزيز مكانة دبي في مجال إعادة التصدير، حيث يقوم التجار والشركات التجارية الكبرى بشراء المنتجات وإعادة تصديرها إلى أسواق الدول الأخرى عبر توقيع عقود تجارية مع شركات التوزيع التي تنشط في أسواق تلك الدول، ما يجعل من دبي مركزًا مهمًا للتصدير وإعادة التصدير.

إمكانات

وأردف: يُمثّل قطاع المعارض والفعاليات أحد أهم القطاعات في اقتصاد دبي، فهو منصة حيوية لا مثيل لها للترويج لإمكانات دبي الكبيرة في التجارة والسياحة والاستثمار، كما أنه مرآة تعكس التطور الهائل الذي تحظى به الإمارة كمدينة عالمية، من بنية تحتية حديثة تشمل الطرق ووسائل النقل والمواصلات والخدمات اللوجستية والاتصالات، والموانئ والمطارات، وسلاسل الفنادق الفاخرة، والمرافق الخدمية والمراكز التجارية، وشركات الطيران العالمية التي تصل الإمارة بجميع أنحاء العالم، وتربطه بها عبر رحلات طيران مباشرة وبطائرات حديثة، وهذا بالإضافة إلى الأنظمة التشريعية المرنة بحسب الخاجة الذي أضاف:«للمعارض مساهمة مباشرة وغير مباشرة في اقتصاد الإمارة المتنوّع، فقد بلغ إجمالي الإنفاق داخل الاقتصاد الكلي بفضل الفعاليات الكبرى المقامة في مركز دبي التجاري العالمي عام 2015 وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن المركز 20.9 مليار درهم، ولا يتضمن هذا الرقم الصفقات التجارية الضخمة التي تم عقدها أثناء الفعاليات أو التي نتجت عنها، كما لا يشمل قيمة الشراكات التجارية التي تأسست خلال الفعاليات، وقد بلغ الإنفاق المباشر فقط للمشاركين بالفعاليات على القطاعات المرتبطة بها كالسفر والإقامة بالفنادق والسياحة والضيافة والترفيه 14.9 مليار درهم».

مكانة

وأكد الخاجة أن دبي تأتي ضمن إحدى أهم الوجهات العالمية للمعارض والمؤتمرات، وتحتل مكانة متقدمة بين مدن العالم الأشهر في هذه الصناعة، وجميع المعارض والمؤتمرات التي ننظّمها ونستضيفها هي فعاليات عالمية تحظى بمشاركة دول عديدة من جميع قارات العالم، ومن بين هذه الفعاليات مجموعة من أكبر المعارض العالمية في قطاعاتها كمعرض جلفود الذي يعد أكبر معرض تجاري سنوي في صناعة الغذاء والضيافة على مستوى العالم، ومعرض أسبوع جيتكس للتقنية، أحد أكبر معارض التقنيات والاتصالات في العالم، ومعرض الخمسة الكبار، أكبر معرض تجاري في منطقة الشرق الأوسط لمنتجات ومواد البناء، ومعرض ومؤتمر الصحة العربي، أكبر معرض ومؤتمر للرعاية الصحية في المنطقة وثاني أكبر معرض على مستوى العالم، وغيرها من المعارض التي تجتذب أرقى فئات المشاركين من شركات عالمية عارضة، ووفود تجارية وتحظى بمشاركة رواد الصناعة والخبراء والزوار المتخصصين ورجال الأعمال وصنّاع القرار، فمعرض جلفود على سبيل المثال يستقطب عارضين من أكثر من 120 دولة كل عام.

وأضاف:«رغم تفوقنا الواضح في قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض على مستوى المنطقة، إلا أن هذا القطاع يتميز بالمنافسة الكبيرة على جذب المؤتمرات الدولية والمعارض العالمية، في ظل وجود عدد من المدن العالمية مثل سنغافورة، وبرلين، ولندن، إلا أن كل مدينة لها ما يميّزها».

ثقة

وأشار الخاجة إلى أن كل نجاح تُحققه دبي في استضافة المعارض والمؤتمرات والفعاليات العالمية البارزة يعزز مكانتها كوجهة عالمية للفعاليات، ويزيد من اهتمام منظمي الفعاليات العالميين بها وبرغبتهم في تنظيم فعالياتهم على أرضها، ومما لا شك فيه أن نجاح دبي في الفوز بثقة العالم في تنظيم هذا المعرض العالمي قد عزّز مكانتها وحضورها في المحافل الدولية كمدينة عالمية تمتلك كل مقوّمات النجاح لإقامة أكبر الفعاليات العالمية.

واستطرد قائلا: اكتسبت دبي بلا شك بفضل هذا الفوز المستحق سمعة عالمية كبيرة ليس فقط كوجهة عالمية للمعارض والفعاليات ولكن كوجهة للسفر والسياحية أيضًا، سوف يظهر تأثيرها على نمو حركة سياحة الأعمال والسياحة الترفيهية خلال الأعوام المقبلة، وسوف يعزز هذا الفوز مركزنا التفاوضي للفوز باستضافة الفعاليات العالمية القادمة من مؤتمرات أو اجتماعات كبرى يستغرق الإعداد لها سنوات قبل الإعلان عن الفوز بحق استضافتها.

مقومات

وحول أبرز مقومات دبي التنافسية في قطاع المعارض والفعاليات التجارية قال الخاجة: «تمتلك دبي العديد من المقوّمات، منها الموقع الاستراتيجي المتميّز، وتمركزها بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ولا يفصلها عن ثلث سكان العالم إلا 4 ساعات طيران فقط، مع توفّر خطوط الطيران المباشرة التي تربطها بجميع مناطق العالم، والموانئ البحرية والطرق البرية الحديثة، ما يجعل الوصول إليها سهلًا ومريحًا برًا وبحرًا وجوًا.

كما تتميز دبي ببنيتها التحتية المتطورة في قطاع الفعاليات ممثلة في مجمع مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، وهو أكبر مركز للفعاليات على مستوى المنطقة، يضم 21 قاعة مجهزة على أرقى مستوى عالمي لإقامة المعارض والمؤتمرات بالإضافة إلى 42 قاعة للاجتماعات تناسب مختلف الاجتماعات الصغرى والكبرى والفعاليات المرتبطة بالمعارض.».

إنفاق

قال أحمد الخاجة: استفاد اقتصاد دبي بنحو 12 مليار درهم من إجمالي الإنفاق، بما يعادل 3.1 % من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة عام 2015.

بينما ذهب نحو 8.9 مليارات درهم من الإنفاق (البالغ 20.9 مليار درهم) إلى المنطقة المجاورة والمحيط الأوسع. وتؤكد هذه الأرقام الكبيرة أهمية قطاع المعارض ومساهمته الفعالة في اقتصاد الإمارة والدولة والقطاعات الأخرى المرتبطة به خارجها.

وفي الواقع فإن كل درهم يتم إنفاقه داخل قطاع الفعاليات يُصاحبه إنفاق غير مباشر يصل إلى 5 دراهم، تستفيد منه مختلف القطاعات الاقتصادية داخل الدولة وخارجها.

© البيان 2016