07 08 2016

مصادر الطاقة المتجددة لن تتفوق على الوقود الأحفوري

                              

 

أكد محمد باركيندو الأمين العام الجديد لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أن مصادر الطاقة المتجددة - رغم أهميتها - لن تتفوق على الوقود الأحفوري على الرغم من كل الجهود العالمية المكثفة للتحول نحو الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن الإحصاءات واضحة جدا وتؤكد أن النفط سيستمر ليكون المصدر الأبرز للطاقة لفترة طويلة جدا مقبلة.

وأوضح - في تقرير له - أن الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" متفائلة للغاية بمستقبل الطلب العالمى على الطاقة كما أنها تساند تكثيف البحث عن بدائل للوقود الأحفوري بشكل مستمر انطلاقا من القناعة بأن نمو الطلب سيحتاج إلى كافة موارد الطاقة المتاحة.

وأشار التقرير إلى أن العالم يتطلع إلى دور "أوبك" في السنوات الثلاث المقبلة في تعزيز جهود مكافحة تغير المناخ وفق التزامات مؤتمر باريس، مؤكدا أن المنظمة ستدعم دون شكل كل تقدم ممكن في هذا المجال كما ستستمر في دعم تنوع موارد الطاقة انطلاقا من قناعة كاملة لها بأن هذا الأمر لن يشكل أي خطر على النفط الخام.

وقال باركيندو "إن عودة دولتي إندونيسيا والجابون إلى عضوية المنظمة من جديد أمر إيجابي للغاية وسيؤثر بشكل جيد في منظومة العمل في المنظمة وسيؤدى إلى تقوية دورها في السوق الدولية للنفط الخام"، مضيفا أن "الدولتين كانتا بالفعل عضوين في المنظمة وخرجتا لظروف استثنائية في ذلك الوقت وكان ذلك على أساس مؤقت"، مشيرا إلى أن جميع الدول الأعضاء في "أوبك" رحبت بعودة الدولتين واعتبرتها خطوة مهمة على طريق وحدة المنظمة وجعلها أقوى وأكبر تأثيرا في السوق وفي مستقبل الصناعة.

وبحسب باركيندو فإن الوحدة والأهداف المشتركة ستظل دائما تجمع الدول الأعضاء وستكون سببا في حفاظ "أوبك" على قوتها، لافتا إلى أن المنظمة تتسم بعدة سمات أساسية وهي العراقة والخبرة الطويلة وهي منظمة قامت في الأساس على أكتاف الدول النامية ولمصلحة تحقيق أهدافها في التنمية وهي مهمة ليست سهلة في ظل سوق تتسم بالتحديات المتواصلة.

وأوضح باركيندو أن "أوبك" واجهت تحديات واسعة في الفترة الماضية نتيجة الانخفاض الحاد في أسعار النفط الخام، مشيرا إلى أنه سيبذل قصارى جهده في دعم وحدة المنظمة وتعزيز الهدف المشترك للدول الأعضاء المتمثل في استقرار سوق النفط مع الحفاظ في الوقت نفسه على استقلالية الدول وسيادتها في العمل الاقتصادى.

وأضاف باركيندو أن "استمرار "أوبك" في دعم استقرار سوق النفط هو دور أساسى وحيوي وهو مطلوب ليس فقط من قبل الدول الأعضاء في "أوبك" لكنه مطلوب أيضا من المنتجين الآخرين من خارج المنظمة"، لافتا إلى أن تقلب الأسعار يزعج أيضا المستهلكين والاقتصاد العالمي لديه أيضا حساسية من تقلبات الأسعار، منوها بأن جميع قرارات "أوبك" موجهة نحو تحقيق هدف الاستقرار وتجنب الصدمات في سوق النفط.

وشدد باركيندو على أن المنظمة ستبذل جهدا أكبر في تنويع مصادر الطاقة إلى حد كبير بما يساعد على تقليل المخاوف البيئية وإنجاح تطبيق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيير المناخ، منوها بأنه ليس هناك شك في أن المجتمع الدولي الآن متحد بشكل أكبر في السعي إلى تنويع مصادر الطاقة كنتيجة لتغير المناخ، مشيرا إلى أن الدول الأعضاء في "أوبك" هي أيضا جزء من هذه الجهود الدولية.

في سياق متصل، أكد عبدالله البدري الأمين العام السابق لمنظمة "أوبك" أن فريق عمل المنظمة نجح في قيادتها للتعامل بشكل جيد ومتميز مع أخطر التحديات التي واجهت الجيل الحالي وهي الأزمة الأقتصادية العالمية في عام 2008 وما أعقبها من تداعيات على مدار عدة سنوات.

ونوه البدري بأن المنظمة ركزت بشكل كبير على تقوية الأبحاث وهي الآن أكثر تطورا وعمقا وتفصيلا وذات انتشار على نطاق عالمي واسع ويتم توزيع مطبوعاتنا وأبحاثنا على نطاق واسع وتستخدم من قبل المحللين والباحثين في جميع أنحاء العالم.

وأضاف البدري أنه "على ثقة بأن "أوبك" قدمت خلال الفترة الماضية كثيرا من التحليلات والمعلومات والبيانات والدراسات المفيدة للدول الأعضاء"، مشيرا إلى أن هذه القاعدة الهائلة من المعلومات كانت تتسم بالشمول والدقة ويمكن أن تلعب دورا حيويا في توسيع الحوار والتعاون بين المنتجين، موضحا أن لدى "أوبك" الآن علاقات أقوى وأكثر احتراما مع وسائل الإعلام الدولية "كما أننا أكثر تطورا فيما يتعلق بإدارة المنظمة ونحن قادرون على تحسين عديد من الأنظمة والإجراءات الداخلية لدينا لمصلحة موظفينا".

وقال البدري - في الترحيب بخليفته باركيندو - "إنه ترك أمانة "أوبك" في أيد أمينة"، مؤكدا أن الأمين العام الجديد قادر على تطوير المنظمة وتعزيز دورها، مشيرا إلى أن باركيندو يتسم بالفهم العميق والخبرة الطويلة في العمل في المنظمة وهو واثق أنه سيثرى العمل وسيكون مفيدا للغاية للمنظمة في السنوات المقبلة.

وقد أعربت "أوبك" في حفل تكريم للبدري بمناسبة انتهاء فترته كأمين عام للمنظمة عن تقديرها الشديد للأمين العام السابق الذي خدم في المنصب لمدة تسعة أعوام ونصف العام وأنهى مهمته في نهاية تموز (يوليو) الماضي ليكون صاحب أطول فترة كأمين عام لـ "أوبك" في تاريخ المنظمة الذي يمتد إلى 56 عاما.

ووصف الأمين العام الجديد محمد باركيندو سلفه عبد الله البدري بأنه يحتل مكانة رفيعة في العالم ويستحق بالفعل لقب رمز صناعة النفط العالمية وهو شخصية من طراز فريد استحقت عن جدارة احترام العالم أجمع.

وأشار باركيندو إلى أن البدري صاحب مسيرة حافلة في صناعة النفط، فقد بدأ حياته العملية في شركة إسو ستاندرد في عام 1965 وفي السنوات التالية تولى منصب رئيس مجلس إدارة الشركة الليبية الوطنية للنفط ثم وزيرا للنفط في ليبيا ثم وزيرا للطاقة والنفط والكهرباء وعقب ذلك وصل إلى منصب نائب رئيس الوزراء وأخيرا أمينا عاما لمنظمة "أوبك" في أطول فترة من تاريخ المنظمة.

وأضاف باركيندو أنه "التقى البدري لأول مرة منذ ما يقرب من 30 عاما"، مشيرا إلى أنه حينئذ كان عضوا صغيرا في وفد نيجيري يزور ليبيا، وكان البدري حينها رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا وعلى الرغم من منصبه الرفيع فإنه قابلنا بود وترحاب وتواضع شديد وتحدث مع الجميع مؤكدا أن البدري لا يزال يتمتع حتى الآن بنفس خصال التواضع والنزاهة.

وأكد عدد من أعضاء الأمانة العامة لـ "أوبك" في فيينا والذين عملوا لسنوات تحت قيادة البدري أنه يتمتع بمهارات قيادية متفردة وبقدرات دبلوماسية عالية ويعمل دائما على تشجيع الآخرين والتقريب بين موظفيه وهو ما جعل فترته التي اقترتب من عشر سنوات من أعز الفترات على قلوب العاملين في "أوبك".

وقال البدري "إنه كان له الشرف في قيادة المنظمة خلال السنوات الماضية"، وشكر جميع موظفي الأمانة العامة لتعاونهم وتفانيهم والدعم الذي قدموه له خلال فترة توليه منصب الأمين العام، مشيرا إلى أن المهمة كانت صعبة وهو يترك كثيرا من الذكريات الدافئة والإيجابية، مهنيا وشخصيا ويعتبر فترة توليه الأمانة العامة من أبرز فترات حياته ومناصبه المتعددة في حياته العملية.

من جهة أخرى، تراجعت أسعار النفط في ختام تعاملات الأسبوع المنصرم في الوقت الذي تحسن فيه الدولار أمام العملات الرئيسية الأخرى وصدور بيانات إيجابية عن الوظائف الجديدة في السوق الأمريكية خلال تموز (يوليو) الماضي.

وتراجعت أسعار النفط للتعاقدات الآجلة في بورصة نيويورك بنسبة 0.3 في المائة بعدما كانت قد ارتفعت بنسبة 6.1 في المائة في يومي التعامل الماضيين، وفي أسواق العملة ارتفع الدولار بنسبة 0.7 في المائة، في أعقاب إعلان وزارة العمل الأمريكية نجاح الاقتصاد في توفير 255 ألف وظيفة جديدة خلال تموز (يوليو) الماضي وهو ما فاق التوقعات.

© الاقتصادية 2016