15 07 2016

السوق يربح 22 مليار ريال في 4 جلسات

المؤشر يتفاعل إيجابياً ويربح 464 نقطة

اقتصاديون: النتائج النصفية تنعش التداولات وتحفز المستثمرين

دعمت النتائج المالية للشركات المدرجة في بورصة قطر نحو الصعود خلال تعاملات الأسبوع الحالي، ليضيف مؤشر السوق 464 نقطة إلى رصيده، بما يعادل 4.6% ليتخطى مستوى 10 آلاف نقطة، وأغلق عند مستوى 10428 نقطة، وربح رأسمال السوقي للأسهم نحو 22 مليار ريال بما نسبته 4.12% لتصل إلى 559.69 مليار ريال.


وشهدت البورصة حركات نشطة على وقع النتائج الربعية التي أعلنت عنها الشركات المدرجة حتى الآن، خصوصاً ضمن القطاع المصرفي، وبدأت أسهم الشركات المدرجة في البورصة التفاعل الإيجابي مع النتائج المعلنة، واستحوذت الأسهم القيادية على الجزء الأكبر من اهتمام المستثمرين الراغبين في الحصول على عوائد طويلة الأمد واستثمار مؤسسي مبني على أسس صحيحة.

وينظر المراقبون والخبراء إلى نتائج الربع الثاني من العام الحالي باهتمام كبير كونها ستوفر قاعدة قوية لتعزيز مسار المؤشر العام للارتفاع بعد أن سار في مستوى أفقي على مدار الشهر الماضي. ويأتي هذا الترقب من قبل المستثمرين لنتائج الشركات الربعية وسط إجماع الخبراء على نموها بأكثر من 8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقال متعاملون بالسوق إن عمليات إفصاح الشركات عن نتائجها النصف سنوية المدققة ستكون أهم أحداث الشهر الحالي، الأمر الذي يجعل فكرة تفاعل السوق مع إعلان النتائج تسيطر على المتعاملين، خصوصاً مع التأثير القوي الذي تمتاز به أسهم الشركات على المؤشر العام للسوق.

وذكر المتعاملون أن أداء السوق الشهر الحالي جاء إيجابياً لأول مرة منذ فترة طويلة، مدعوماً بحالة التفاؤل التي سيطرت على المستثمرين الفترة الماضية وهو ما دفعهم إلى الدخول في عمليات شراء متواصلة قادت مؤشر السوق لتخطي الكثير من نقاط المقاومة ليصل لأعلى مستوى له على الإطلاق.

وأضافوا: إن النتائج الإيجابية التي حققتها الشركات التي أعلنت عن أرباحها حتى الآن انعكست إيجاباً على السوق وخلقت نوعاً من التفاؤل بمستقبل السوق الفترة المقبلة، وساهمت لحد كبير في زيادة تعزيز ثقة المستثمرين سواء محللين أو أجانب بالاقتصاد القطري.

وتوقعوا أن يصل مؤشر السوق خلال تعاملات الأسبوع المقبل إلى مستوى 11 ألف نقطة، وأن تحافظ الأسهم النشطة على الأداء القوي الذي اتسمت به تعاملاتها في بداية تعاملات هذا الأسبوع، خاصة أن الدفعة الإضافيّة المتوقعة لحركة الأسهم تأتي مدعومة بما شهدته الجلسات الأخيرة.

وأشاروا إلى أن الأداء الجيد للشركات التي أعلنت عن نتائجها النصفية حتى الآن خلق مزيداً من المحفزات داخل السوق من خلال ضخ مزيد من السيولة في شرايين الاقتصاد وهو ما سينعكس إيجابياً على السوق المالي ويعزز من ارتفاعه خلال النصف الثاني من العام الحالي.

وأوضح الخبراء أن الصعود التدريجي لمؤشر السوق يبقى الأفضل من وجهة نظر المتعاملين الحاليين والمحتملين، نظراً إلى قدرته على تقليص حدة موجات جني الأرباح، وبالتالي اعتماد التحركات السعرية على أساسات واضحة وثابتة من دون فجوات بين مستوى سعري وآخر، والتي تتسبب غالباً بتسجيل تراجعات سعرية حادة.

إشارات تماسك قوية للأسهم القيادية
د. الصيفي: نتائج الشركات تعكس قوة الاقتصاد

 قال الدكتور السيد الصيفي أستاذ التمويل والاستثمار بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة إن النتائج النصفية التي أعلنت عنها الشركات تعتبر مميزة وتعكس قوة الاقتصاد في الدولة، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط.

وأضاف: على رغم أن أحجام التداولات لم تصل إلى المستوى المطلوب في مثل هذا الوقت من كل سنة، إلا أن الأسهم القيادية أظهرت إشارات تماسك قوية عملت على تجنيب عمليات تصحيح أو جني أرباح تعيق حركة مؤشر السوق الصاعدة، ما يعني أن ارتفاع مستوى الطلب والتركيز الاستثماري على الأسهم القيادية أثرا إيجاباً مسار السوق.

وأوضح أن أنظار المتعاملين والمراقبين والجهات المعنية، تتجه نحو نتائج الأداء التي تُعلن عنها الشركات في إطار عملية تحديد وتقويم تأثر نتائج أداء الشركات المدرجة جراء تراجع الإنفاق الحكومي وعائدات النفط، وبالتالي فإن نتائج الأداء للنصف الأول من العام الحالي ستحمل في طياتها الكثير من المؤثرات الإيجابية والكثير من القرارات الاستثمارية المتوسطة والطويلة الأجل.

وأشار إلى زيادة الإنفاق على المشاريع، ستفتح بكل تأكيد قنوات طلب جديدة على الأسهم وهو ما سيؤدي إلى دخول مستثمرين جدد في السوق المالي. وتوقع أن تواصل الشركات تحقيق نتائج جيدة بالنظر إلى أدائها خلال الربع الأول، مشيراً إلى أن التحسن في مستوى توقعات الأرباح يرجع بالدرجة الأولى إلى قوة الوضع الاقتصادي لقطر والنشاط الملموس في مختلف القطاعات التي تعزّز من ربحية الشركات العاملة في هذه القطاعات، وأكّد د. الصيفي أن معطيات نمو الشركات وأرباحها الفصلية يتيح للمحللين تقدير أداء الشركات لنهاية العام، ونوه إلى أنه رغم أن مستوى دقة التوقعات يتباين من شركة إلى أخرى لكن المعطيات الأساسية أصبحت واضحة على مستوى مختلف القطاعات الاقتصادية، خصوصاً البنوك والصناعة، باستثناء الأنشطة غير المتكررة التي تحدث لمرة واحدة من قبيل بيع بعض الأصول وما ينجم عنها من أرباح.

 
انعكاسات إيجابية للنتائج النصفية
أبو حليقة: استمرار الأداء التصاعدي للسوق

 قال المستثمر يوسف أبو حليقة إن السوق القطري تفاعل إيجاباً مع نتائج الشركات للنصف الأول من هذا العام، وشهدت بعض الأسهم ارتفاعات بالحدود السعرية العليا عقب إفصاحها عن نتائجها النصفية. وتوقع أن تواصل نتائج الشركات دعمها لمسيرة السوق التصاعدية، معتبراً أن إعلان الشركات عن أرباحها النصفية يعتبر أهم أحداث الشهر الحالي.

وأضاف: إن النتائج النصفية سيكون لها دور مهم وانعكاسات إيجابية على نفوس المتعاملين في السوق، مشيراً إلى أن كثيراً من الشركات التي لها نشاطات فعلية ستعلن عن نتائج جيدة، خاصة أن الشركات التي تحقق أرباحاً جيدة تعلن عن نتائجها في أوقات مناسبة. وأفاد بأن المرحلة أفضل نسبياً من الربع الماضي لعدد من الشركات، وتوقع أن تكون عمليات الإعلان عن نتائج الشركات أهم أحداث الشهر الحالي، الأمر الذي يجعل فكرة تفاعل السوق مع إعلان النتائج تسيطر على المتعاملين، خاصة مع التأثير القوي الذي تمتاز به أسهم الشركات على المؤشر العام، وتتناثر التوقعات حول حجم أرباح الشركات ومدى تأثرها بتقلبات أسعار المنتجات العالمية.

وأشار إلى أن ارتفاع وتيرة شراء المحافظ الأجنبية داخل السوق القطري، ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين بالسوق، وعزا إقبال الأجانب على بورصة قطر إلى المحفزات المتواجدة بالسوق القطري بالإضافة إلى الخطوات التي اتخذتها الدولة لتوفير بيئة استثمارية مناسبة، من خلال رفع نسب تملك الأجانب في شركات البورصة، بالإضافة إلى إعفائهم من ضريبة الدخل.

وأشار إلى أن كل هذا الخطوات تصبّ بكل تأكيد في مصلحة السوق والمستثمرين على حد سواء، وتعتبر خطوة نحو مواكبة بورصة قطر لاقتصادها القوي، ونوّه إلى أن دخول أدوات استثمارية جديدة للسوق سيتيح نواة استثمارية جديدة أمام المستثمرين وتؤدي لدخول لاعبين جدد أكثر احترافية وهو ما سينعكس على أداء السوق ككل ويشجع الاستثمارات الأجنبية على زيادة حجم استثماراتها في السوق.

  

© Al Raya 2016