توقع محللان تحدثا لزاوية عربي، أن ترتفع أسعار العملات المشفرة، مع استمرار سياسة التيسير النقدي من قبل الفيدرالي الأمريكي، لكنهما اتفقا على أنها ليست العامل الوحيد الداعم لصعود الأسعار، حيث لا تزال مخاطر التقلبات الاقتصادية ضاغطة على سوق الكريبتو وقد تدفعه لتقلبات حادة.

ماذا حدث؟

ارتفعت أسعار البتكوين خلال شهر سبتمبر - الذي شهد خفض للفائدة الأمريكية بـ 50 نقطة أساس - بنحو 10% لتتداول الخميس حول 64.3 ألف دولار لكن نسبة الزيادة تخطت 144% خلال سنة مقابل نحو 26.4 ألف دولار نهاية سبتمبر 2023.

وخفض الفائدة يجعل الأصول ذات المخاطر العالية، مثل البتكوين، أكثر جاذبية بالمقارنة مع استثمارات أخرى.

وقال وائل مكارم كبير استراتيجي السوق - منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في Exness  للتداول إن التحول في السياسة النقدية أدى إلى زيادة اهتمام المستثمرين المؤسسيين، مما أدى إلى تدفقات رأسمالية ثابتة إلى صناديق بتكوين المتداولة في البورصة.

"علاوة على ذلك، تسببت المخاوف المتعلقة بالاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى تقلص سيولة العرض في زيادة مستويات التقلبات في الأسواق، مما خلق فرصا للمستثمرين الذين يتحملون المخاطر للاستفادة من تقلبات الأسعار،" وفق مكارم.

وفسر عبدالعزيز البغدادي، مدير محافظ ومدير استثمار مقيم حاليا في قطر، الارتفاعات في أسعار العملات المشفرة بأنها "قد تكون متأثرة بشكل ما ولو طفيف بخفض الفائدة، لكنها قد تكون مدفوعة بشكل أكبر بعوامل تخص سوق الكريبتو نفسه ودوراته السعرية".

وأوضح أن من بين هذه العوامل، التدفقات النقدية التي قد تدخل السوق بحثا عن فرص تحقيق أرباح أكبر وأسرع في حال حدوث بعض الاضطرابات في قطاعات مثل العقار والبنوك، بالإضافة إلى إقرار تشريعات تنظيمية في بعض البلدان تسمح لمواطنيها بتداول العملات المشفرة، وانفتاح بعض المصارف على تقديم خدمات ومنتجات مالية لعملائها قائمة على العملات المشفرة.

الفائدة المخفضة والكريبتو

توقع أحد المحللين أن ترتفع أسعار العملات المشفرة وعلى رأسها بتكوين خلال الشهور المقبلة، مع توقعات بخفض جديد في أسعار الفائدة بـ 0.5% هذا العام، لكن المحلل الآخر قال إن الصعود وارد لكن اتجاه الأسعار سيعتمد بشكل أساسي على الاتجاهات الاقتصادية العامة وسلوك المستثمرين مع اقتراب نهاية العام.

قال البغدادي إنه من المتوقع أن تشهد سوق العملات المشفرة ارتفاعات على مدى الأشهر الست القادمة مع الأخذ في الاعتبار احتمال حدوث حركات تصحيحية سريعة، لكنها لن تكون مؤثرة مادام الاتجاه العام الصاعد مازال ساريا.

 "برغم الارتفاعات التي نتوقع حدوثها في أسعار البتكوين، إلا أننا نتوقع أن الارتفاعات قد تكون أكبر وأسرع في العملات البديلة مثل عملات الشبكات والألعاب والميتافيرس"، حسب البغدادي.

عادة ما تؤدي المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي أو احتمالية الركود إلى زيادة الحذر لدى المستثمرين، واتجاههم نحو الملاذات الآمنة كالذهب الذي ارتفع لمستويات قياسية فوق 2600 دولار للأوقية بعد خفض الفائدة.

وهو ما يدفع مكارم للتخوف من أن تظل الأصول المشفرة رهن حالة عدم اليقين، حيث من المتوقع أن يسهم هذا التحول في زيادة عمليات جني الأرباح من قبل كبار المستثمرين في الأسواق ذات المخاطر العالية، مما قد يزيد من ضغوط البيع.

"وبناء على ذلك، ورغم أن سيناريو ارتفاع البيتكوين يظل قائما، إلا أنه لا يمكن اعتباره مضمونا بأي شكل،" حسب مكارم.
 
لكن السيناريو الأكثر تفاؤلا، سيحدث إذا تمكن الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق استقرار في توقعات السوق بشأن الاقتصاد الأمريكي، وعندها وفق مكارم فقد تتجه العملات المشفرة نحو مسار أقوى، فيما من المحتمل أن تستفيد عملة الإيثريوم أيضا من هذا الزخم الصعودي.

واتفق المحللان على أن إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة في العملات المشفرة قد يدعم البتكوين ويعزز موقعها في الأسواق.

أما بالنظر إلى توقعات عام 2025، رجح مكارم أن تستفيد العملات المشفرة من بيئة معدلات الفائدة المنخفضة.

وقال "في حال واصل الاحتياطي الفيدرالي تنفيذ تخفيضات متتالية في معدلات الفائدة.. قد تزداد شهية المخاطرة بين المستثمرين، مما قد يكون لصالح أصول مالية مثل البيتكوين وتعيد اختبار قمتها السابقة".

 

(إعداد: شيماء حفظي، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا