في خضم التراجعات الحادة التي تلحق بالأسهم عالميا منذ الجمعة الماضي مع مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي، تتشوق الأسواق لأي تلميحات تعطيها فرصة لالتقاط الأنفاس ووقف نزيف الخسائر التي امتدت للنفط والبتكوين والذهب.

خلال تعاملات الاثنين، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت إلى نحو 76 دولار للبرميل، وتراجعت بتكوين بأكثر من 16% لتتداول حول 51 ألف دولار، وانخفض سعر الذهب تحت 2400 دولار للأوقية.

ويرى علي متولي، مستشار الاقتصاد والأعمال في شركة IBIS Consultancy التي مقرها لندن، أن ردة فعل الأسواق مبالغ فيها كون أن "البيانات لسه مش بالكفاية تقول إنه خلاص الاقتصاد الأمريكي دخل في ركود،" وهو ما يعني صعوبة فرضية خفض كبير للفائدة الشهر المقبل رغم الضغوط على الفيدرالي الأمريكي.

وتتوقع الأسواق خفض بنحو 0.5% لأسعار الفائدة. وحسب رويترز، فإن أي إشارة إلى خفض أسعار الفائدة قد تهدئ أعصاب المستثمرين المتوترة.

النفط

يتعرض النفط لضغوط بشأن الطلب في ظل الركود المحتمل في الولايات المتحدة ما يدفع الأسعار للتراجع، لكن توقعات تصعيد الصراع في منطقة الشرق الأوسط قد تدعم ارتداده نحو الصعود.

ووفق ميلاد عزار محلل الأسواق المالية لدى XTB MENA للاستثمارات والتداول ومقرها دبي "بينما تركز الأسواق حاليا على المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التي تشير إلى تباطؤ محتمل في الطلب على النفط، فإن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط قد تغير المشهد بسرعة.. احتمالية ارتداد أسعار النفط إلى مستوى 90 دولارا للبرميل لا تزال قائمة".

ويضيف أن أي تصعيد في المنطقة - حيث أن أكثر من نصف احتياطيات النفط الخام موجودة في الشرق الأوسط - قد يؤدي إلى اضطرابات في إنتاج النفط وشحنه، مما قد يدفع الأسعار بسرعة نحو الارتفاع.

"على الرغم من أن البيانات الاقتصادية الضعيفة قد تضغط على الأسعار في المدى القصير، إلا أن التوترات الجيوسياسية قد تطغى على هذه المخاوف. لذا، فإن أي تصعيد في الصراع الإقليمي قد يكون كافيا لدفع أسعار النفط نحو الأعلى، حتى في ظل الظروف الاقتصادية الحالية،" وفق عزار.

الذهب

تشير التلميحات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر والأزمة التي طالت الأسهم واتجاه المستثمرين للملاذات الآمنة إلى احتمالية نمو الطلب على الذهب خلال الفترة المقبلة، ما يدعم ارتفاع الأسعار.

"ارتفاع الطلب المتوقع استئنافه من البنوك المركزية بقيادة الصين والمستثمرين الأفراد يدعم الذهب أيضا. في حين أن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى تتصاعد لصالح الذهب كأصل آمن، وقد يدعم ذلك بشكل أكبر اسعار الذهب إذا تطورت بشكل أكبر،" بحسب عزار.

وتوقع علي متولي، ارتفاع أسعار الذهب في الفترة المقبلة "ممكن يستقر عند 2500 دولار الفترة دي،" قبل أن يعود للتراجع مع هدوء الأحداث.

بتكوين

تحوم حول العملات المشفرة مخاوف من "انهيارات أكبر قد تكون في الطريق،" كون تراجعاتها الحالية مرتبطة بالأسواق التقليدية، وفق ما قاله عبد العزيز البغدادي، مدير محافظ ومدير استثمار مقيم حاليا في قطر.

وإلى جانب تراجع البتكوين، انخفضت عملات أخرى أبرزها الاثيريوم بنحو 22%.

ويرى البغدادي، أن أي تحرك من الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة في أي وقت سيكون له انعكاسات كبرى على الأسواق، خاصة إذا جاء الخفض اكثر من 25 نقطة أساس.

"بيتكوين مهما كان تصحيحه السعري كبير، فسيحقق قمم جديدة آجلا أو عاجلا، ولكن العملات الأخرى في أغلب الأحوال قد لا تنهض من كبوتها لتعود لمستويات ما قبل الهبوط، وبعضها لن يعيش لدورة سعرية قادمة،" وفق البغدادي.

(إعداد: شيماء حفظي وجيهان لغماري، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا