27 06 2016

الوطني: الين والفرنك السويسري والذهب اهم المستفيدين

 قال بنك الكويت الوطني امس: إن الدولار الأميركي ارتفع مقابل سلة من العملات الرئيسية إثر الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف (الوطني) في تقريره الاقتصادي حول (أسواق النقد) أن نتائج الاستفتاء التي طال انتظارها أظهرت أن بريطانيا صوتت لصالح خروجها من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52 في المئة من الأصوات موضحا أنه كان من شأن ذلك بدء التداول بأسلوب تجنب المخاطر وارتفاع الدولار بشكل كبير.

وذكر أن الأسواق المالية شهدت تراجعا واسعا مع وقوع الأصول العالمية المعرضة للمخاطر تحت ضغط هائل بفعل عدم اليقين الذي يسود أوروبا مستقبلا مبينا أن هناك حالة عدم يقين حيال العملية القانونية الشائكة التي ستمتد بضع سنوات وستبدأ الآن لفك ارتباط بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي.

وبسبب الضربة التي تلقتها ثقة المستثمر وعدم اليقين الذي أثاره التصويت، قد يتوقف المجلس الفدرالي عن رفع أسعار الفائدة كما كان مخططا هذه السنة، وقد تشتعل حتى جولة جديدة من سياسة التسهيل في حالة الطوارئ في البنوك المركزية الرئيسة.
 
وفي الوقت نفسه، كان المستثمرون يأخذون في الاعتبار لدى تسعيرهم، تراجع فرصة رفع آخر في أسعار الفائدة الأميركية، نظرا لأن المجلس الفيدرالي قد أشار إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كسبب لتوخي الحذر في التقييد. ومع دخول الأسواق في حالة اضطراب، كانت الجهود المبذولة لتهدئتها واضحة في ردات فعل البنوك المركزية الرئيسة.

فقد قال محافظ بنك إنكلترا، مارك كارني، إن البنك قد وضع جانبا 250 بليون جنيه من السيولة الإضافية وسيتخذ إجراءات إذا دعت الحاجة للمساعدة في دعم الاقتصاد البريطاني.
 
وأفاد البنك المركزي الأوروبي، بعد اجتماع المجلس الحاكم عبر الهاتف، أنه «سيستمر في القيام بمسؤولياته لضمان الاستقرار السعري والاستقرار المالي في منطقة اليورو».
 
وفي اليابان، أفاد وزير المالية، تارو آسو، إنهم مستعدون للاستجابة حسب الحاجة لتحركات «عصبية للغاية» في سعر الصرف.

وقال المجلس الفيدرالي في افتتاح الأسواق الأميركية إنه «مستعد لتوفير سيولة في الدولار من خلال خطوط المبادلة القائمة مع البنوك المركزية، حسب الضرورة، لمعالجة الضغوطات في أسواق التمويل العالمية، والتي يمكن أن تكون لها آثار سلبية على الاقتصاد الأميركي». ومن ناحية العملات، كان الدولار أحد المستفيدين من التداول بتجنب المخاطر إلى جانب الين الياباني والفرنك السويسري. فقد بدأ الدولار الأسبوع متراجعا بسبب الثقة الإيجابية في السوق وسلسلة من البيانات الاقتصادية المتباينة.
 
ثم ارتفع مؤشر الدولار يوم الجمعة، وهو مؤشر يقيس قوة الدولار مقابل سلة من ست عملات رئيسة أخرى، بأكثر من من 2.5% إلى أعلى مستوى له منذ ثلاثة أشهر عند 96.703، قبل أن يتراجع إلى 95.000.
 
وسجل المؤشر أقوى تحرك له في يوم واحد منذ أكثر من خمس سنوات، وأنهى الأسبوع عند 95.536. وارتفع اليورو أيضا على خلفية الثقة الإيجابية في بداية الأسبوع بأن بريطانيا ستبقى على الأرجح في الاتحاد الأوروبي.
 
فقد بدأ اليورو الأسبوع عند 1.1277 وبلغ أعلى مستوى له عند 1.1428، ولكنه وقع تحت ضغط بسبب المستثمرين القلقين من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤجج تحركات ضد المؤسسات في دول أوروبية أخرى. وتراجع اليورو إلى 1.0912، وهو مستوى كنا شهدناه في مارس، قبل أن يرتفع لينهي الأسبوع عند 1.1117.

وكان التداول بالجنيه متقلبا في كافة القطاعات، إذ بدأ قويا قبيل الاستفتاء، حيث أشارت معظم استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم معسكر المؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
 
ثم بلغ الجنيه أعلى مستوى له منذ خمس سنوات مقابل الدولار عند 1.5018 قبيل التصويت، ولكنه سرعان ما خسر أكثر من 10% من ليصل إلى 1.3228، وهو أدنى مستوى له منذ سبتمبر 1985.
 
وتمكن الجنيه من الارتفاع عن هذا المستوى بعد تعليقات محافظ بنك إنكلترا، مارك كارني، الذي أفاد أن البنك مستعد لدعم الاقتصاد. وأنهى الجنيه الأسبوع مقابل الدولار عند 1.3679.
 
وكان الين الياباني يرتفع بثبات خلال الشهر الماضي بالتوازي مع ازدياد التوتر مع اقتراب يوم التصويت وهو يوم الجمعة.

وتراجع الدولار إلى 99.00 مقابل الين، أي بنسبة 6.7%، وهو المستوى الأدنى منذ نوفمبر 2013، قبل أن يخفض خسائره تدريجيا ويستقر عند 103.00.

وأبقى ارتفاع الين خطر تدخل بنك اليابان قائما، وربما حتى تدخّل منسق بين مجموعة الدول السبع.
 
وبالتوازي مع ذلك، ارتفع الفرنك مقابل الدولار بعد الخبر وبلغ 0.9560، ثم خسر معظم أرباحه مع تأكيد البنك الوطني السويسري أنه تدخل في السوق يوم الجمعة لتحقيق استقرار الفرنك وأنه باق على ذلك إذا ما دعت الحاجة. وأنهى الفرنك الأسبوع مقابل الدولار عند 0.9720.
 
ومن ناحية السلع، دفع التداول بتجنب المخاطر المستثمرين نحو ملاذ آمن هو الذهب.
 
فقد ارتفع الذهب بنسبة 8% ليبلغ 1?358.54، ثم خسر بعض مكاسبه ولكنه تمكن من البقاء مدعوما جيدا مع استمرار عدم اليقين.
 
وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 4% وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي أشمل قد يخفض الطلب. وتراجع سعر الخام الأميركي بواقع 2.36دولار للبرميل فيما تراجع سعر برنت بواقع 4.7% ليصل إلى 48.50دولار.

© Al-Seyassah 2016