طغى اللون الأحمر على أسواق الأسهم العربية خلال شهر أبريل المنصرم، وذلك للشهر الثاني على التوالي.

وهذا ما يُعزى بشكل أساسي إلى عمليات جني الأرباح قبل عطلة عيد الفطر، في حين أن مزاج العزوف عن المخاطرة كان قد خيم على الأسواق الإقليمية والعالمية على حدّ سواء وذلك في ضوء تصريحات رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتشددة، حيث أدت مستويات التضخم المرتفعة إلى تعزيز الرهانات حول ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول في أعقاب المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التي جاءت أقوى من المتوقع والتي استمرت في التوسع بوتيرة قوية.

في هذا السياق، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بدون تغيير في نطاق 5.25%- 5.5%، خلال الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، كما كان متوقع على نطاق واسع، وهو أعلى مستوى منذ 23 عام.

وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تثبيت أسعار الفائدة هذا العام، بعد أربع عمليات تثبيت خلال 2023.

إضافة إلى ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية المستمرة والتي تقيد شهية المستثمرين للمخاطرة، ناهيك عن أسابيع العمل الأقصر وتحديداً خلال النصف الأول من الشهر، كلها عوامل قد أرخت بظلالها على أداء الأسواق الإقليمية بشكل عام، على الرغم من الارتفاع الملموس في أسعار النفط إلى متوسط قدره 90 دولار للبرميل خلال الشهر، مدفوعاً بشكل أساسي بقرار أعضاء أوبك+ بتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى يونيو 2024.

 

التفاصيل

بلغت القيمة السوقية لأسواق الأسهم العربية 4,370.6 مليار دولار في نهاية أبريل 2024، أي بانخفاض نسبته 1.7% مقارنة مع 4,445 مليار دولار في نهاية مارس.

 وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى انخفاض القيمة السوقية لتداول السعودية وسوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.4% و2.5% على التوالي.

 وقد ساهم كلا السوقين بما نسبته 82% من إجمالي الانكماش في القيمة السوقية الإقليمية.

 

 

 في موازاة ذلك، سجلت أسواق الأسهم العربية انخفاض شهري ملموس في القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة بنسبة 33.1% لتصل إلى 72.2 مليار دولار في أبريل، مقارنة بحوالي 108 مليار دولار في مارس.

وتأثرت الأسواق بشكل رئيسي بانخفاض قيمة الأسهم المتداولة في كل من تداول السعودية والبورصة المصرية بنسبة 30.6% و45.9% على التوالي، واللتان تستحوذان على ما نسبته 81% من إجمالي قيمة التداول في المنطقة العربية. 

 

أحجام التداول

من ناحية أخرى، بلغ إجمالي حجم التداول 72.1 مليار سهم في أبريل، مقارنة بحوالي 85 مليار سهم في مارس، أي بانخفاض شهري قدره 15.2%، وسط نشاط تداول ضعيف في شهر رمضان وإجازة العيد خلال النصف الأول من الشهر، ولاسيما جراء الانخفاض في حجم التداول في سوق العراق للأوراق المالية بنسبة 21.8%، والتي تستحوذ على 47% من إجمالي أحجام التداول في المنطقة العربية.

هذا في حين بلغ إجمالي عدد الصفقات في المنطقة 12.2 مليون صفقة في أبريل، بانخفاض نسبته 23.5% مقارنة بمارس.

 

الأسعار

سجلت أسواق الأسهم العربية تراجع معتدل في الأسعار خلال أبريل، حيث سجلت 11 سوق من أصل 15 سوق تراجع في مؤشراتها السعرية.

وعلى هذا النحو، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، تراجع بنسبة 1.4% على أساس شهري، ليصل إلى 965.9 في نهاية أبريل، مقارنة بانخفاض نسبته 3.2% في نهاية مارس. 

وعليه، انخفض مؤشر MSCI لدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 2.1% خلال الشهر، وسط تراجعات صافية لمؤشر بورصة الكويت الذي كان الأقل أداءً في  دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بانخفاض نسبته 3.8%، تلاه سوق أبوظبي للأوراق المالية بتراجع نسبته 2.7%، في حين كانت بورصة مسقط البورصة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي سجلت ارتفاعات سعرية في أبريل، وذلك للشهر الثاني على التوالي.

 

الأفضل والأقل أداءً

في موازاة ذلك، كانت سوق العراق للأوراق المالية الأفضل أداءً في المنطقة العربية، تلتها بورصة مسقط، بورصة الدار البيضاء، وبورصة تونس، بمكاسب سعرية بلغت 15.1%، 3.2%، 2.4% و2.0% على التوالي. 

أما البورصة المصرية فقد كانت الأقل أداءً في المنطقة العربية خلال الشهر، حيث سجل مؤشرها الرئيسي تراجع بنسبة 9.1%، متأثراً بشكل رئيسي بالأخبار التي نُشرت بشأن التطبيق الوشيك لضريبة الأرباح الرأسمالية، وهو ما ساهم في إرباك السوق والتسبب في خسائر كبيرة.

 ولكن مع إعلان مجلس الوزراء عن بدء تحصيل ضريبة الأرباح الرأسمالية، بدءاً من الموسم الضريبي مارس/أبريل 2025، فقد استعادت السوق توازنها قبل بداية جلسات شهر مايو.

 

 (خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

لقراءة الموضوع على منصات مجموعة بورصة لندن، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا

للتسجيل في موجز زاوية مصر اليومي، أضغط هنا