خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية

استمرت أسواق الأسهم العربية في التعافي منذ الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس، للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك على وقع توقعات خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول الذي أشار فيه إلى أن الفيدرالي على استعداد لبدء خفض أسعار الفائدة.

وهذا بالرغم من عدم تقديمه تفاصيل محددة بشأن توقيت أو حجم هذه التخفيضات المتوقعة في أسعار الفائدة، ناهيك عن صدور محضر الاجتماع الأخير للفيدرالي الأمريكي والذي ألمح فيه غالبية المشاركين أنه إذا استمرت البيانات الاقتصادية في أدائها كما هو متوقع، فمن المحتمل أن يكون من المناسب تخفيف السياسة النقدية في اجتماع سبتمبر المقبل. 

خلفية سريعة عن الوضع العالمي والعربي

لابد من الإشارة هنا إلى أن هذا التحسن في أداء أسواق الأسهم العربية جاء بالتماشي مع أسواق الأسهم العالمية.

حيث ارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل حاد يوم الجمعة 23 أغسطس، بعد أن عززت تعليقات باول التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة.

وسجل مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 مكاسب أسبوعية بلغت 1.3% و1.4% و1.1% على التوالي. وبالمثل، شهد مؤشر نيكي 225 زيادة أسبوعية بنسبة 0.8%، ليرتفع مؤشر MSCI آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.4% خلال نفس الأسبوع.

عليه، استمر اللون الأخضر ليطغى على نشاط البورصات العربية خلال الأسبوع الممتد من 18 إلى 23 أغسطس، إذ سجل مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب، المصمم لتتبع أداء 11 سوق للأسهم، ارتفاع جيد بنسبة 2%، بعد أن سجلت 9 بورصات عربية من أصل 15 بورصة ارتفاعات في مؤشرات أسعارها.

في موازاة ذلك، سجل مؤشر فوتسي واتحاد أسواق المال العربية للشركات منخفضة انبعاثات الكربون في المنطقة العربية ارتفاع خلال نفس الأسبوع بنسبة 1.2%.

التطورات الأسبوعية

شهدت أسواق الأسهم العربية مراوحة نسبية في الأداء بين 25 و28 أغسطس، بدون تغييرات يومية تُذكر في مؤشر ستاندرد آند بورز العربي المركب والتي تراوحت ما بين -0.6% و+0.5%.

ومن المتوقع أن تسجل أسواق الأسهم العربية خلال الأسبوع الممتد من 25 إلى 30 أغسطس استقرار نسبي في الأداء، ليغلق شهر أغسطس على نمو ضعيف متوقع بأقل من 1% بالمقارنة مع شهر يوليو الذي سجل أداء أكثر قوة وزخم.

وبالتالي استطاعت الأسواق العربية أن تعوض فعلياً خسائرها المحققة خلال الأسبوع الأول من أغسطس، إذ بلغت القيمة السوقية الإجمالية للبورصات العربية حتى يوم 28 أغسطس ما يقارب من 4,252 مليار دولار، أي أعلى من مستوى عشية الرابع من أغسطس والبالغ 4,229 مليار دولار.

أنشطة التداول

أما على صعيد أنشطة التداول، فقد كان الأداء جيد خلال الأسبوع الممتد من 18 إلى 23 أغسطس، إذ ارتفعت قيمة التداول الإجمالية بنسبة 4%، لتبلغ 19 مليار دولار، في حين من المقدر أن يستمر هذا الأداء الجيد خلال الأسبوع الممتد من 25 إلى 29 أغسطس، بعدما بلغت قيمة التداول بين 25 و28 أغسطس حوالي 15.7 مليار دولار. 

عليه، من المقدر أن ترتفع السيولة في المنطقة العربية بنحو 77% خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024، لتسجل ما يناهز 675 مليار دولار. مع الإشارة إلى أن السوق السعودية والبورصة المصرية قد استحوذتا على ما نسبته 82% من إجمالي قيمة التداول في المنطقة العربية.

أما إجمالي حجم التداول فقد بلغ 41.9 مليار سهم خلال الأسبوع المنتهي في 23 أغسطس، بارتفاع يقارب ثلاثة أضعاف بالمقارنة مع الأسبوع السابق له، وذلك بدفع من سوق العراق للأوراق المالية التي استحوذت على ما نسبته 72% من إجمالي أحجام التداول في المنطقة خلال هذه الفترة، مع الإشارة إلى أنه من المقدر أن يشهد الأسبوع الممتد من 25 إلى 29 أغسطس تراجع في أحجام التداول بعدما بلغت 15 مليار سهم بين 25 و28 أغسطس.

عليه، من المقدر أن تبلغ أحجام التداول حوالي 770 مليار سهم خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2024، دون أي تغييرات تُذكر بالمقارنة مع الفترة المماثلة من 2023.

أما عدد الصفقات، فقد بلغ 3.6 مليون صفقة خلال الأسبوع الممتد من 18 إلى 23 أغسطس، بارتفاع أسبوعي نسبته 8.7%، في حين بلغ عدد الصفقات حوالي 3 مليون صفقة بين 25 و28 أغسطس، ما يعني أنه من المقدر أن يرتفع عدد الصفقات بنسبة تفوق الـ40% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.

 

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا