18 02 2016

خلال ملتقى شركاء الخدمة الذي نظمته القيادة العامة للقوات المسلحة

كشفت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية عن رفع مقترح للجهات العليا المختصة للبت فيه يتيح للمواطنين من الفئة العمرية من 30 إلى 40 سنة تأدية الخدمة الوطنية والاحتياطية، على أن تكون هذه الخدمة اختيارية وليست إجبارية؛ حيث تفرض الخدمة حالياً على من بلغ الثامنة عشرة من عمره ولا يتجاوز الثلاثين عاماً، وهي إلزامية على الذكور واختيارية وبموافقة ولي الأمر للإناث، وفقاً لقانون الخدمة الوطنية والاحتياطية.

كما تم اعتماد زيادة مدة التدريب الأساسي إلى 4 أشهر بدلاً من 3 أشهر اعتباراً من الدورة الخامسة، في إطار مدة الخدمة المطبقة حالياً، فضلاً عن السماح بانضمام أبناء المواطنات للخدمة الوطنية، مشيرة إلى أنه مراعاة للحالة الصحية للمجندين تم تخصيص مراكز تدريب لمجندي الدرجة الثانية منفصلة عن مجندي الدرجة الطبية الرابعة.

جاء ذلك خلال ملتقى شركاء الخدمة الوطنية الثاني الذي نظمته القيادة العامة للقوات المسلحة أمس بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة بأبوظبي بحضور اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية وعدد من كبار ضباط القوات المسلحة ووزارة الداخلية، وكبار المسؤولين من مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

عامان على صدور القانون

وقال اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان: مضى على صدور قانون الخدمة الوطنية والاحتياطية ما يقارب العامين تم خلالهما التخطيط للبرنامج وتوفير الدعم الكامل له وتأمين متطلباته الرئيسة وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة به، وقد انتهت الهيئة من إعداد الخطة الاستراتيجية للبرنامج، التي تقوم على الترابط بين الأهداف الوطنية في مختلف المجالات، آخذة بعين الاعتبار أن تساهم هذه الاستراتيجية في توضيح الغايات والأهداف الاستراتيجية للبرنامج، بما يضمن مساعدة الجهات المعنية في ترجمة هذه الأهداف إلى مبادرات وأنشطة من جهة، وتمكين الهيئة من تنفيذ مهامهما في الإشراف العام على البرنامج والتنسيق ودعم عملية تطويره من جهة أخرى.

وأضاف: إن ربط استراتيجيات شركائنا ومبادراتهم وخطط العمل لديهم بالأهداف الإستراتيجية للبرنامج سيساعد الجميع في القيام بالدور المنوط بهم بكفاءة عالية، كما سيضمن تطوير البرنامج والارتقاء به.

أبرز الإنجازات

وأوضح: ارتأينا أن يتم التركيز في هذا الملتقى على الجوانب الإستراتيجية للبرنامج، لذا سيتم استعراض أهم وأبرز الإنجازات التي تم تحقيقها خلال الفترة السابقة، إضافة إلى بعض من الجوانب القانونية للخدمة الوطنية؛ كما سنتيح في هذا اللقاء الفرصة لبعض الجهات التي كان لها دور بارز في البرنامج لطرح تجربتها في الخدمة الوطنية والخدمة البديلة؛ للتعرف على معالم هذه التجربة وتأثير المجندين على منظومة العمل في الجهات التي أدوا فيها الخدمة والمهارات التي اكتسبوها والمعوقات التي صادفت هذه الجهات بهذا الشأن.

وقال: إن هدف الحضور في هذا الملتقى هو تفعيل نظام إدارة الشراكة الإستراتيجية عن طريق الاستماع لمقترحاتكم ومرئياتكم حول برنامج الخدمة الوطنية، ونحن على استعداد تام لمناقشة التحديات التي ما زالت تشكل عائقاً أمام البرنامج وتطويره، لذا أتمنى من الجميع طرح الأفكار والحلول بكل موضوعية وشفافية، وأنا على ثقة تامة بأن برنامج الخدمة الوطنية قد سلط الضوء على العديد من الجوانب التي تحتاج إلى تطوير وتعاون وتنسيق.

نقاط الضعف والقوة

وأشار إلى أن أحد أهداف الملتقى هو التعرف معاً على نقاط القوة والضعف وفرص التحسين، مؤكدين أن الخدمة الوطنية ليست مجرد برنامج عسكري يلتحق به شباب الوطن لمدة زمنية معينة، إنما هي منظومة متكاملة ومترابطة جمعت تحت مظلتها حزمة من الأهداف الوطنية التي تسعى إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021، متمنياً أن يكون هذا اللقاء لقاء بناء ومثمراً يتم التركيز فيه على المعضلات مع تقديم الحلول الجادة والمناسبة.

وأشاد رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بالتغييرات الهيكلية التي أجريت أخيراً على بعض الوزارات والهيئات الحكومية، مؤكداً أن التعاون والتنسيق مع هذه الجهات مستمر لدعم البرنامج وخططه الحالية والمستقبلية، وأنه على يقين بأن مؤسساتنا تمتلك الخبرات والمعارف والكوادر المؤهلة التي تعتبر رافداً أساسياً لذلك، وأنهم جميعاً على قدر الثقة الكبيرة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وألقى الملتقى الضوء على عدد من المحاور المهمة، حيث قدّمت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية موجزها عن إستراتيجية برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية وما تم إنجازه لخطة عام 2016.

واستعرض أهم الجوانب المتعلقة ببرنامج الخدمة الوطنية، مسلطة الضوء على أهم البنود والقرارات والالتزامات التي يتوجب على الجميع مراعاتها وتطبيقها فيما يتعلق بشؤون مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية، بما يتناسب والنظم العامة المعمول بها للهيئة وكافة الجهات المعنية الأخرى.

وتضمن برنامج الملتقى إيجازاً عاماً عن أهم الجوانب المرتبطة بصحة ولياقة مجند الخدمة الوطنية، وما تم تطبيقه من ممارسات وأنظمة صحية وغذائية لمجندي الخدمة الوطنية، إضافة إلى مناقشة أهم التحديات والحلول المقترحة في كل ما من شأنه النهوض بمستوى الأداء والتعاون المشترك للبرنامج الذي تتولى مسؤولية الإشراف عليه وإدارة شؤونه هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية.

وقام رئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية بتكريم شركاء الهيئة الاستراتيجيين ومؤسسات الإعلام، الذين كان لهم الدور الفاعل والمثمر في تحقيق غايات وأهداف برنامج الخدمة الوطنية والاحتياطية.

الفئة العمرية 30 ـــ 40

وكشف العميد الركن محمد سهيل النيادي مدير التخطيط الاستراتيجي في هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية عن رفع مقترح يتيح للفئة العمرية من 30 إلى 40 سنة تأدية الخدمة الوطنية والاحتياطية، على أن تكون هذه الخدمة اختيارية وليست إجبارية، مشيراً إلى أن الهيئة وضعت تصوراً كاملاً ودراسة وافية لهذا الاقتراح، وتم رفعه إلى الجهات العليا المختصة للبت بشأنه واتخاذ القرار المناسب، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح جاء بناء على الرغبة التي أبداها العديد من أبناء الوطن ممن تجاوزوا سن الثلاثين للالتحاق بالخدمة الوطنية.

وأفاد بأن الهيئة تعتزم تنظيم معرض توظيف خاص بمجندي الخدمة الوطنية خلال شهر أبريل المقبل، سيتواصل لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وسيكون مخصصاً فقط لمجندي الخدمة الوطنية، حيث هناك الكثير من الجهات الحكومية والخاصة الراغبة في استقطاب فئات خريجي الثانوية العامة أو حتى الجامعية.

تخريج 3 دفعات

واستعرضت استراتيجية برنامج الخدمة الوطنية وأهم الإنجازات والمبادرات التي تحققت خلال عام 2015، فضلاً عن أبرز المبادرات والأنشطة لعام 2016؛ فعلى صعيد مبادرات عام 2015، تطرقت إلى تخريج 3 دفعات من الخدمة الوطنية، واعتماد نسبة جديدة لترشيح الموظفين بلغت 45 % بدلاً من 30 %، وتفعيل نظام الرسائل النصية لتعزيز التواصل مع المجندين، فضلاً عن تطبيق نظام الدفعتين في السنة الواحدة بدلاً من ثلاث دفعات، حيث تكون الدفعة الأولى لفئة الطلاب، وتعقد في شهر أغسطس من كل عام، والدفعة الثانية فئة الموظفين وتعقد في شهر ديسمبر أو يناير من كل عام.

زيادة مدة التدريب

وتم اعتماد زيادة مدة التدريب الأساسي إلى 4 أشهر بدلاً من 3 أشهر اعتباراً من الدورة الخامسة في إطار مدة الخدمة المطبقة حالياً، فضلاً عن السماح بانضمام أبناء المواطنات للخدمة الوطنية، وأنه مراعاة للحالة الصحية للمجندين تم تخصيص مراكز تدريب لمجندي الدرجة الثانية منفصلة عن مجندي الدرجة الطبية الرابعة.

وتناولت محور الشراكات والبرامج والفعاليات التوعوية التثقيفية خلال عام 2015، مشيرة إلى إطلاق الموقع الإلكتروني للهيئة، وتعزيز التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاص بالهيئة، حيث بلغ عدد المتابعين نحو 87 ألف متابع لعام 2015 لحسابات هيئة الخدمة الوطنية على تطبيق إنستغرام وتويتر UAENSR وفيسبوك UAE National Service.

وعرضت الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية المشاركة في الملتقى تجاربها بشأن الخدمة الوطنية والتحديات التي واجهتهم أثناء تطبيق برنامج الخدمة الوطنية على موظفيها، وهذه الجهات هي الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية وهيئة الموارد البشرية في أبوظبي وشركة بترول أبوظبي الوطنية ومجموعة شركاتها «ادنوك» وجهاز حماية المنشآت الحيوية والسواحل وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي.

2016

تعتزم هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية تنفيذ عدد من المبادرات خلال العام الجاري أبرزها إدخال تحديثات على النظام الإلكتروني للموارد البشرية في الهيئة، وتطوير آلية التعامل مع المتخلفين عن الالتحاق بالخدمة الوطنية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الداخلية ووزارة العدل والنيابة العامة.

كما تعتزم إجراء زيارات ميدانية للمدارس الثانوية بهدف تسجيل الطلبة في الخدمة الوطنية، ورفع تقارير دورية عن آراء المجندين إلى جهات عملهم، إعداد دراسات لقياس عدة مؤشرات مثل دراسة أثر الخدمة الوطنية في المجندين وتفاعلهم مع محيطهم الأسري والمجتمعي.

© البيان 2016