04 07 2012

مشاركة 1600 عارض و45 ألف زائر في مؤتمر "أديبيك" نوفمبر المقبل

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تقام الدورة الخامسة عشرة لمعرض ومؤتمر أبوظبي للبترول "أديبيك 2012" خلال شهر نوفمبر المقبل بمشاركة أكثر من 1600 عارض و45 ألف زائر من 90 دولة، وهي أعلى نسبة مشاركة دولية لحدث يتم تنظيمه في منطقة الشرق الأوسط.

وكشف محمد بن ساحوه السويدي الرئيس التنفيذي لشركة جاسكو خلال مؤتمر صحفي أمس بمركز أبوظبي الوطني للمعارض للإعلان عن تفاصيل معرض ومؤتمر أديبيك 2012 عن أن حجم المشاريع الجديدة لقطاع النفط والغاز في أبوظبي خلال الفترة من 2010 إلى 2014 يصل لنحو 147 مليار درهم (40 ملياردولار) منها 25 مليار دولار في قطاع الغاز فقط علما بأن حجم مشاريع النفط الجديدة في منطقة الخليج 75 مليار دولار.

وشدد على أن أبوظبي وبتعليمات من المجلس الأعلى للبترول الذي يرأسه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة تعطي أولوية كبيرة للغاز مشيرا إلى أن الإمارات تمتلك 3.2 % من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم وتنتج في الوقت الحالي 1.6 % فقط ، وتسعى إمارة أبوظبي والإمارات حالياً إلى استخدام أحدث التكنولوجيا المعاصرة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي.

متطلبات الصناعة

وتحدث علي راشد الجروان الرئيس التنفيذي لشركة أدما العاملة ورئيس مؤتمر ومعرض أديبيك 2012 في بداية المؤتمر الصحفي موضحاً أنه تقرر تنظيم معرض ومؤتمر أديبيك سنوياً بدءاً من العام 2013 وليس كل عامين كما كان خلال الفترة من 1984 وحتى العام الجاري.

وقال: نظراً لاعتبارات ومتطلبات هامة ترتبط بصناعة النفط والغاز فإن مؤتمر ومعرض أبوظبي الدولي للبترول (إديبيك) سيصبح حدثاً سنوياً اعتباراً من عام 2013.

ونوه ببدايات تنظيم معرض ومؤتمر أديبيك مشيرا إلى أن هذا الحدث بدأ عام 1984 حينما بدأه أعضاء في جمعية مهندسي البترول (فرع أبوظبي) وحظوا طوال العقود الثلاثة الماضية بدعم من شركة أدنوك، وقال: شاهدنا إديبيك ينمو ويتطور في مكانته وأهميته وحجمه في كل دورة من دوراته المتلاحقة.

حدث مميز

وكشف عن أن الدورة المقبلة من أديبيك أبوظبي 2012 والتي ستقام خلال الفترة من 11 إلى 14 نوفمبر المقبل ستشهد حدثاً مميزاً، حيث أن المؤتمر هو الحدث الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط ومن بين أكبر ثلاثة مؤتمرات وفعاليات عالمية في مجال النفط والغاز.

وأضاف قائلا: سنشهد هذا العام تحطيم المزيد من الأرقام القياسية المتعلقة بالمؤتمر مثل عدد الأوراق العلمية المقدمة وعدد المتحدثين والنوعية وعدد الوفود المشاركة ومساحة المعرض، ويٌنَّظَم مؤتمر أديبيك بالتعاون مع جمعية مهندسي البترول التي قدمت دعمها للمؤتمر خلال سنوات عديدة والتي نقدِّر لها دعمها ومساعدتها.

وأشار إلى أن المؤتمر سيستقطب خلال الدورة الحالية شخصيات عالمية بارزة من بينها وزراء للطاقة ومديرون تنفيذيون لشركات وطنية وعالمية تعمل في صناعة النفط والغاز، بالإضافة إلى خبراء وموظفين مهنيين على درجة عالية من الكفاءة في هذا المجال، ويبلغ عدد المتحدثين أكثر من 300 متحدث .

وقد تم اختيار المتحدثين بدقة وحرص من بين ما يزيد على 1500 ورقة علمية، وهو أيضاً أكبر عدد من الأوراق العلمية التي تصلنا على الإطلاق.

وفي عام 2008 حضر المؤتمر 2500 شخص في حين ارتفع العدد عام 2010 إلى 4300 ونتوقع عدداً أكبر هذا العام حيث تشير التقديرات إلى 450 ألف زائر و1600 عارض.

ونوه بأنه في ضوء الفكرة الرئيسة التي يقام حولها المؤتمر هذا العام وهي " نمو الطاقة المستدامة: الأفراد والمسؤوليات والإبداع" فإن الدورة الحالية ستولي اهتماماً خاصاً لقضايا البيئة مثل احتجاز الكربون وتخزينه والاستخدام المتزايد لثاني أكسيد الكربون في صناعة النفط والغاز لأغراض الاستخلاص المعَزَز، بالإضافة إلى التحسينات المستمرة التي نستلهمها من التكنولوجيا الحديثة والابتكار.

زيادة المساحة

وأشار إلى زيادة مساحة الدورة الجديدة للمعرض مشيرا إلى أن مساحة المعرض لعام 2006 بلغت 16,500 متر مربع، في حين سترتفع بفضل المقر الجديد والمتطور لمركز أبوظبي للمعارض إلى ما مجموعه 35,000 متر مربع أي بزيادة قدرها 112 % خلال دورتين.

كما ستشارك في الحدث هذا العام أكثر من 90 دولة وهي أعلى نسبة مشاركة دولية لحدث يُنظَّم في منطقة الشرق الأوسط، ومن الملفت للنظر أن هذا النمو والطلب على المشاركة لا يزال في ازدياد إذ إن لدينا قائمة انتظار للراغبين في المشاركة في المعرض ونحتاج إلى المزيد من المساحة لتلبية هذه الطلبات.

ولتلبية هذا الطلب المتزايد على التوسع سيفتح مركز المعارض قاعاته لتوفير مساحة خارجية تبلغ 2500 متر مربع وذلك بهدف إتاحة المجال أمام العارضين لعرض معداتهم المستخدمة فعلياً في المواقع البرية والبحرية على حد سواء.

فعالية سنوية

وأكد محمد عبدالله بن ساحوه السويدي، الذي تم تعيينه رئيساً لمعرض ومؤتمر "أديبيك 2013": "كان من الطبيعي أن يتحول أديبيك إلى فعالية سنوية اعتباراً من عام 2013 نظراً لتنامي قطاع النفط والغاز في المنطقة بشكل سريع، وازدياد التركيز على اعتماد أفضل الممارسات في هذا القطاع".

وأشار في ردوده على أسئلة الصحفيين إلى الأهمية الكبيرة التي توليها أبوظبي حاليا لقطاع الغاز إلى أن حجم المبالغ المرصودة خلال الفترة من 2010 إلى 2014 لمشاريع النفط والغاز الجديدة في أبوظبي تصل إلى 147 مليار درهم (40 مليار دولار) منها 25 مليار دولار في قطاع الغاز فقط. ونوه بأنه يتم تدبير الأموال المخصصة لهذه المشاريع سنويا بمعدل عشرة مليارات دولار كل عام.

وقال: نحن بحاجة إلى زيادة إنتاجنا للغاز لعدة أسباب أبرزها أنه يدر أموالا وأرباحا أكبر من النفط فضلا عن أنه طاقة نظيفة ومتوافقة مع البيئة إضافة لوجود زيادة في الطلب السنوي على الغاز في أبوظبي بنسبة 15 % وجزء من هذا الطلب يتم توجيهه للإمارات الشمالية وجزء ثانٍ للمصانع الجديدة في أبوظبي خاصة في مناطق كيزاد وإيكاد إضافة لطلب المستهلكين.

ولم يعط ساحوه رقما دقيقا حول إنتاج أبوظبي الحالي من الغاز مشيرا إلى وجود عدة أرقام ، وشدد على أنه يتم تلبية نسبة 80 % من الطلب المحلي في الإمارة من الغاز من أدنوك بينما يتم سد النسبة المتبقية 20 % من غاز دولفين.

وأوضح أنه يتم تطوير وتحديث خطوط الغاز المتجه من أبوظبي إلى جبل علي والتي تمتد على أكثر من 300 كيلومتر مشيرا إلى وجود دراسات لمد هذه الخطوط عبر شبكة إلى الفجيرة في المستقبل علما بأنه يتم حاليا دراسة تكوين شبكة للغاز في مدينة أبوظبي وبلاشك فإن تنفيذ هذه الشبكة يحتاج إلى سنوات. ونوه إلى أنه يجري تنفيذ مشروع لإنشاء مرفأ في الفجيرة بين شركة مبادلة وأيبيك لاستقبال المستوردات من الغاز الطبيعي.

وردا على سؤال حول أسباب استيراد أبوظبي للغاز المسال بينما تنتجه أدنوك قال ساحوه: لدينا اتفاقيات طويلة المدى لتصدير الغاز المسال تفرض علينا تصدير الغاز المسال ولو احتجنا الغاز المسال محليا فعلينا استيراده حتى لو كان بسعر أعلى لأن الأهم لدينا هو الالتزام بالاتفاقيات التي وقعناها حتى تاريخ انتهائها.

كما أجاب ساحوه عن سؤال حول مشاريع جديدة في قطاع الغاز بين أبوظبي وشركات صينية وكورية قائلا: لدينا شراكات عديدة مع شركات عالمية ونحاول أن ننوع شراكاتنا ونحن كمشغلين استمتعنا بشراكاتنا الكثيرة مع شركاء عالميين وقد قدمت أبوظبي نموذجا جيدا في هذه الشراكات حيث لم ننه عقدا بشكل مفاجئ واحترمنا جميع تعاقداتنا الدولية حتى تنتهي مدة العقود وننظر لكل شركائنا بكل احترام ولانفضل أيا منهم إلا بكفاءته وقدراته الفنية .

ولدينا مشاريع اتفاقيات شبه جاهزة وأخرى في طريقها للمناقشة الجادة مع شركات صينية وكورية لكن لم نوقع بعد أياً من هذه الاتفاقيات وعلى أية حال فإن كل اتفاقياتنا وشراكاتنا تتميز بالشفافية والوضوح وتراعي الجوانب الفنية ولدينا إصرار كبير على زيادة إنتاجنا من الغاز حيث إن لدينا كميات من الاحتياطيات الكبيرة.

كما أكد علي الجروان في ردوده على أسئلة الصحفيين على تشغيل خط حبشان الفجيرة نهاية شهر يوليو الجاري مشيرا إلى أن المعلومات الحديثة المتوفرة لديه تؤكد أن عملا ضخما يتم إنجازه لتشغيل الخط في أقرب وقت من الشهر الجاري.

كما تحدث في المؤتمر الصحفي حميد مطر الظاهري المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض أدنيك فأوضح أن أدنيك تتطلع إلى استضافة الدورة القادمة من أديبيك انطلاقاً من المكانة المرموقة التي استطاعت الشركة تبوؤها بالتزامن مع تنامي أهمية معرض ومؤتمر "أديبيك" على الساحة الدولية؛ حيث اتسعت مساحات العرض التي تحظى بها الشركة إلى جانب مواكبتها احتياجات هذه الفعالية في توفير أحدث المرافق والتقنيات".

سمعة عالمية

حظي معرض أديبيك بسمعة عالمية في نفس الوقت الذي أصبحت شهرة مركز أبوظبي للمعارض تنتشر عالميا. وشهد مركز المعارض توسعاً وتطوراً كبيراً يمكنه من استيعاب معرض أديبيك بعد توسعه وتزايد حجمه وبالتالي تلبية حاجياته بالاعتماد على أحدث الخدمات والتقنيات.

بحسب حميد مطر الظاهري المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق في شركة أبوظبي الوطنية للمعارض أدنيك، وأضاف أن الفعاليات الكبرى مثل أديبيك تلعب دورا كبيرا في النهوض باقتصادنا، فنجاح مثل هذه الفعاليات يعود بالنفع على مدينة أبوظبي كلها بشركات طيرانها الوطنية وفنادقها ومحلاتها ومراكزها التجارية.

وقال: نحن نعمل باستمرار على زيادة عدد الفعاليات التي ننظمها ونواصل الاستثمار في منشآتنا وبنانا التحتية وذلك كله من أجل المساهمة في ازدهار مدينتنا، وقد تم تقييم أثرنا الاقتصادي السنوي في مبلغ يتعدى 2.3 مليار درهم وهو رقم مرشح للارتفاع خلال السنوات القادمة، وانطلاقاً من موقع "أدنيك" المتميز في قلب مدينة أبوظبي، فإننا نسعى إلى تبوؤ مكانة مركزية في قطاع الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض (MICE) بمنطقة الشرق الأوسط.

متحف متخصص

سيتم كشف الستار للمرة الأولى خلال الدورة المقبلة عن متحف متخصص في صناعة النفط والغاز، بحسب ما أكده علي راشد الجروان الرئيس التنفيذي لشركة أدما العاملة ورئيس مؤتمر ومعرض أديبيك 2012.

وسيغطي متحف أديبيك مساحة قدرها 500 متر مربع وسيقع في القاعة الخارجية الرئيسة وسيحتوي على معروضات مستعارة من شركات محلية وعالمية عاملة في مجال الطاقة. وسيقدم المتحف تسلسلاً زمنياً لتاريخ صناعة النفط والغاز في الإمارات من بداياته في أبوظبي عام 1939 وانتهاءً بالزمن الحالي.

كما سيُعرض العديد من هذه المعروضات للمرة الأولى بما في ذلك أرشيف مصور ووثائق وفيلم ومخططات وأدوات ومعدات هندسية وشهادات يقدمها مسؤولون وعاملون حاليون وسابقون في صناعة النفط، وسيكون المتحف أيضاً بمثابة رمز للتقدير والعرفان للرؤية التي قدمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مؤسس الإمارات.

وشدد الجروان على أن معرض ومؤتمر أديبيك يستقطب حضوراً كبيراً ويحظى باهتمام بالغ في منطقة الشرق الأوسط ويشكل همزة وصل بين الوفود المشاركة والضيوف الزائرين بحيث تفوق كميات النفط والغاز الضخمة التي تنتجها هذه الجهات مجتمعة بكثير الكميات التي ينتجها أغلب المنتجين العالميين.

كما أن مؤتمرات ومناسبات مثل أديبيك تحظى باهتمام كبير لأنها تجمع ما بين المنتجين والموردين لتنسيق مواردهم وتبادل المعرفة فيما بينهم بهدف إيجاد الحلول الكفيلة بالتغلب على تلك التحديات.

ونوه الجروان بأنه في السابق كان النفط هو الموضوع الرئيس للنقاش داخل معرض ومؤتمر إديبيك بل وفي المنطقة كلها، لكن هناك الآن حاجة للتركيز على نمو الغاز وكيفية تلبية حاجاتنا المتزايدة من الطاقة في المستقبل.

© Al Bayan 2012