خاص لزاوية عربي من فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية

 

نستعرض في هذا التقرير أداء أكبر 10 بورصات في المنطقة العربية من حيث القيمة السوقية، مع تسليط الضوء على أبرز الأحداث التي أثرت على هذه الأسواق خلال 2024.

(الترتيب حسب القيمة السوقية من الأكبر للأصغر)

تداول

سجلت سوق تداول السعودية، التي تمثل قيمتها السوقية نحو 62% من إجمالي القيمة السوقية العربية، مكاسب هامشية بلغت 0.6% في 2024.

وجاء الأداء متقلب، حيث أظهر اتجاه المؤشر العام للأسعار انخفاضات حادة مع ملامسته لأدنى نقطة في منتصف يونيو، متأثرا بشكل رئيسي بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة التي أثرت على أسعار النفط الخام، قبل أن يشهد المؤشر العام بعض التعافي خلال النصف الثاني من العام، بدعم من الإدراج الثانوي لأسهم أرامكو في يونيو والاكتتابات التي تخطى عددها الخمسين وكان أغلبها شركات ولكنها تضمنت أيضا صناديق تداول.

وشهدت السوق السعودية ارتفاعات في مؤشرات 13 قطاع من أصل 21 قطاع، على رأسها قطاعات السلع الاستثمارية (+53%)، المرافق (+39%)، الإعلام (+30%) والتأمين (+25%)، في حين أن قطاعات الطاقة وخدمات التجزئة والمواد الأساسية من أبرز القطاعات التي سجلت تراجعات في المؤشر خلال العام.

سوق أبوظبي للأوراق المالية

سجلت سوق أبوظبي للأوراق المالية تراجع بنسبة 1.7% في مؤشرها العام خلال 2024، وذلك للعام الثاني على التوالي، بعد انخفاض بنسبة 6.2% في 2023.

ومع ذلك، فقد ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للشركات المدرجة في السوق بشكل طفيف بنسبة 1.2% لتصل إلى 816.5 مليار دولار، وهو ما يُعزى بشكل رئيسي إلى إدراج شركات جديدة في السوق مثل لولو للتجزئة، NMDC للطاقة، ألف للتعليم، وأبوظبي الوطنية للتموين.

تجدر الإشارة إلى أن 6 قطاعات من أصل 10 قطاعات قد سجلت مؤشراتها تراجعات سنوية، على رأسها الخدمات الصحية (-36%)، الخدمات الاستهلاكية (-34%)، الاتصالات (-18%)، الصناعات (-17%) والمواد الأساسية (-7%) والمرافق (-0.1%).

وكان مؤشر القطاع العقاري على رأس مؤشرات القطاعات التي سجلت مكاسب والتي جاءت بنسبة 37% على خلفية انتعاش القطاع في الإمارات.

سوق دبي المالي

حقق سوق دبي المالي أفضل أداء بين أسواق الخليج، بارتفاع نسبته 27.1% في مؤشر الأسعار الرئيسي في 2024، كأكبر مكسب للمؤشر العام في السنوات الثلاث الماضية وللسنة الرابعة على التوالي من المكاسب.

قاد الأداء القوي لسوق دبي قطاع العقارات، كما يتضح من خلال مؤشر أسعار القطاع الذي شهد أكبر زيادة خلال العام، مسجلاً نمو بنسبة 63.1%، تلاه مؤشرا قطاعي المواد والاتصالات وقد سجلا نمو بنسبة 45% و44% على التوالي.

هذا وشهد الطلب على العقارات في دبي ازدهار في فترة ما بعد جائحة كورونا، مدعوم بسياسات التأشيرات والضرائب المنخفضة التي جذبت الاستثمارات.

بالإضافة إلى إعلان شركة إعمار العقارية نيتها توزيعات أرباح بنسبة 100% من رأس مالها المساهم لعام 2024 والأعوام القليلة التالية.

كما دعمت الطروحات العامة الأولية التي ناهزت عائداتها 3 مليار دولار المكاسب القوية في سوق دبي المالي.

بورصة قطر

بعد أن أنهت 2023 بمكاسب طفيفة، أغلقت بورصة قطر 2024 على أكبر تراجع بين أسواق دول الخليج، ليغلق مؤشر بورصة قطر 20 عند مستوى 10,571.1 نقطة، بتراجع نسبته 2.4%، حيث وصل المؤشر في نهاية مايو 2024 إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات بدفع من نقص السيولة، قبل أن يشهد تحسن جزئي خلال بقية العام.

ولكن تجدر الإشارة إلى أن بورصة قطر نفذت أول عملية إقراض واقتراض للأوراق المالية المحلية في مايو، كجزء من استراتيجيتها لتعزيز سيولة السوق.

كما سجلت 6 قطاعات من أصل 7 قطاعات ارتفاعات في مؤشراتها، على رأسها النقل (+21%)، العقارات (+8%)، والاتصالات (+6%)، في حين أن قطاع التأمين كان القطاع الوحيد الذي سجل تراجع بنسبة 11%.

بورصة الكويت

سجلت بورصة الكويت ثاني أفضل أداء في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي خلال العام الماضي بعد بورصة دبي.

وقد سجلت المؤشرات الأربع الرئيسية مكاسب خلال العام مع ارتفاع مؤشر جميع الأسهم بنسبة 8% ليغلق المؤشر العام عند 7,362.5 نقطة، في حين أن 8 قطاعات من أصل 13 قطاع سجلت مؤشراتها ارتفاعات في الأسعار تراوحت بين 80% (قطاع التكنولوجيا) و10% (قطاع المصارف).

تجدر الإشارة إلى أن مؤشر أسهم الشركات ذات القيمة السوقية المتوسطة والصغيرة حقق مكاسب هامة بحدود 24%، في حين سجل مؤشر السوق للشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة، من ناحية أخرى، مكاسب أصغر بكثير بلغت 4.8% خلال العام.  

كما تمكنت البورصة من اجتذاب استثمارات أجنبية بلغت قيمتها الإجمالية 222.4 مليون دينار كويتي (أو 723 مليون دولار)، وهو ما يُعزى إلى ارتفاع صافي مشتريات المؤسسات والشركات الأجنبية. إذ بلغ صافي مشترياتهم حوالي 227.8 مليون دينار كويتي، كما سجلت المشتريات 1.78 مليار دينار كويتي، والمبيعات 1.55 مليار دينار كويتي.

بورصة الدار البيضاء

شهدت بورصة الدار البيضاء أداء استثنائي في 2024، بالتوازي مع ديناميكية غير مسبوقة للمُصدرين في مختلف القطاعات الاقتصادية.

سجل المؤشر الرئيسي ماسي ارتفاع بنسبة 22.2% إلى 14,773.2 نقطة في 2024، حيث شهد السوق ارتفاع في أسعار القطاعات الرئيسية مثل العقارات (+ 222.4%) وقطاع الصحة (+112.1%).

بلغت القيمة المتداولة حوالي 10 مليار دولار على مدار العام، بزيادة نسبتها 55.2% على أساس سنوي، إلى جانب زيادة بنسبة 44.7% في أحجام التداول في 2024.

لاشك في أن هذا الأداء القوي يُعزى إلى التنوع القطاعي لبورصة الدار البيضاء، والذي وفر للمستثمرين مجموعة واسعة من الفرص عبر القطاعات التي تتراوح من التمويل إلى العقارات، بما في ذلك الصناعة والطاقة وغيرها من القطاعات الأخرى.

من ناحية أخرى، شهدت بورصة الدار البيضاء سلسلة من الزيادات في رأس المال على مدار العام، نفذتها خمس شركات مدرجة، وهي مناجم، أرادي كابيتال، أكديتال، CIH، ستوكفيس، إلى جانب طرح عام أولي لمجموعة CMGP (الشركة المغربية للتنقيط والضخ)، منتصف ديسمبر 2024، والذي يعد أول اكتتاب عام أولي لشركة في البورصة منذ أكثر من عام.

بورصة مسقط

بعد تسجيل أكبر انخفاض في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي في 2023، كانت سوق مسقط للأوراق المالية ثالث أفضل الأسواق أداءً في دول مجلس التعاون الخليجي خلال 2024.

سجل مؤشر MSX 30 ارتفاع سنوي بنسبة 1.4% على مدار العام ليغلق عند 4,576.6 نقطة.

الجدير بالذكر أن قطاعين من قطاعات ثلاثة حققا مكاسب خلال العام.

سجل مؤشر قطاع الخدمات أفضل أداء في مؤشر بورصة مسقط، بارتفاع سنوي بنسبة 11.3%، وبدعم من عدد كبير من المكونات التي سجلت زيادات سنوية في أسعار الأسهم، تبعه مؤشر القطاع المالي بمكاسب نسبتها 4.5%، بينما شهد مؤشر القطاع الصناعي تراجع سنوي بنسبة 3.7%.

من ناحية أخرى، كان الطرح العام الأولي لشركة OQEP، وهي شركة الاستكشاف والإنتاج لمجموعة النفط الحكومية العُمانية OQ، أكبر طرح عام أولي في تاريخ السلطنة والأول في قطاع الاستكشاف والإنتاج، وهو ما أعطى زخم كبير للبورصة.

البورصة المصرية

سجلت البورصة المصرية أداء قوي في 2024، مدعوم بشكل أساسي بالمكاسب الإيجابية خلال الفترة الممتدة بين مايو وسبتمبر، قبل أن تسجل بعض التراجعات خلال الربع الثالث من العام.

وارتفع مؤشر EGX30 بنسبة 19.5% على مدار العام، بالتوازي مع ارتفاع كبير في إجمالي قيمة التداول بنسبة 210%، ليصل إلى 324.5 مليار دولار خلال 2024. وقد جاء ذلك بعد أن بدأت البورصة المصرية في تداول أذون الخزانة من خلال نظام تداول الدخل الثابت الحكومي (GFIT) في سبتمبر 2023، والذي استحوذ على حوالي 90% من إجمالي قيمة التداول خلال العام 2024.

وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي القيمة السوقية بالجنيه المصري ارتفع من 1.7 تريليون جنيه إلى 2.2 تريليون جنيه، لكنه انخفض بالدولار الأمريكي بنسبة 23.2% في ظل انخفاض قيمة الجنيه المصري بنسبة 65% خلال 2024، بعد أن سمح البنك المركزي المصري باعتماد سعر صرف مرن.

بورصة البحرين

سجل المؤشر الرئيسي لبورصة البحرين ارتفاع سنوي معتدل بنسبة 0.7% في 2024، وذلك بمكاسب للسنة الرابعة على التوالي، بعد ارتفاع بنسبة 4% في 2023.

وقد بلغ المؤشر ذروته في منتصف فبراير 2024 عند 2,079.4 نقطة، لكنه عاد وانخفض خلال الربعين الثاني والثالث، قبل أن يتعافى جزئياً في الربع الرابع.

هذا وزاد نشاط التداول في بورصة البحرين بشكل كبير في 2024، حيث ارتفعت قيمة التداول الإجمالية بنسبة 52.1% على مدار العام.

كما قفز إجمالي حجم التداول السنوي في البورصة بنسبة 90.1% إلى 1,483.9 مليون سهم في 2024.

وبالتوازي مع ذلك، سجلت خمسة من المؤشرات القطاعية السبعة في البورصة انخفاضات خلال العام، لاسيما قطاعات الخدمات الاستهلاكية (-19%) العقارية (-18%)، السلع الاستهلاكية الأساسية (-15%) المالية (-2%) والاتصالات (-1%).

ومع ذلك، فقد ساهم النمو السنوي بنسبة 13.5% في ثاني أكبر مؤشر، وهو مؤشر المواد، في الارتفاع الإجمالي للمؤشر الرئيسي، على خلفية الارتفاع السنوي بنسبة 13.5% في سهم شركة ألمنيوم البحرين.

 الجدير بالذكر أن شركة ألمنيوم البحرين (ألبا) وشركة التعدين العربية السعودية (معادن) دخلتا في محادثات بشأن دمج محتمل على أمل استكماله في الربع الأول من 2025، قبل أن يتم إلغاء المحادثات حيث أكدت الشركتان أن الصفقة المقترحة لن تمضي قدماً، في تحول غير متوقع لما كان يُنظر إليه على أنه صفقة كبرى لصناعة الألمنيوم في الخليج.

بورصة عمّان

على الرغم من التحديات التي واجهت بورصة عمّان والاقتصاد الأردني خلال العام في 2024 نظراً لقربها من إسرائيل وغزة، سجل الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المرجح بالأسهم الحرة ASEGI للبورصة ارتفاع ليصل إلى 2,488.8 نقطة في نهاية 2024، بارتفاع سنوي نسبته 2.4%، علماً بأن المؤشر قد أغلق في نهاية 2024 عند أعلى مستوياته منذ العام 2009 (باستثناء إغلاق 2022).

وقد انضمت البورصة إلى منصة "تبادل" التي يشغّلها سوق أبوظبي للأوراق المالية وتضم في عضويتها مجموعة من البورصات العربية والآسيوية وتعطي الأعضاء القدرة للوصول لعدد أكبر من المستثمرين.

وعلى صعيد القطاعات، سجل مؤشر القطاع الصناعي أعلى ارتفاع وذلك بنسبة 17%، تلاه مؤشر قطاع الخدمات بنسبة 3%، في حين تراجع مؤشر القطاع المالي بنسبة 3%.

(إعداد: فادي قانصو، الأمين العام المساعد ومدير الأبحاث في اتحاد أسواق المال العربية، خبير اقتصادي وأستاذ جامعي، تحرير: ياسمين صالح، مراجعة قبل النشر: شيماء حفظي)

#تحليلسريع

للاشتراك في تقريرنا الأسبوعي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا